لطالما كانت الحياة حقيبة مفاجآت منها ما هو سارَ ومفرح ومنها ما يقتر القلب حزنا وألما ،ولحكمة لا يعلمها إلاَ الله يعيش الإنسان متأرجحا بين أقداره السعيدة والتعيسة سواء كانت سبهها الأمراض أو الحوادث ففي كل الأحوال يجب على الإنسان تقبَل قدره والصبر عليه وفي نفس الوقت محاولة تغيير الواقع وتحسينه إلى الأفضل قدر الإمكان ، ومن رحم هذا المنطق ولدت جراحات التَجميل التي تهدف إلى التَخلصَ من العيوب الخلقيَة (منذ الولادة ) والعرضيَة (بسبب حادث ) التي يمكن أن تصيب الإنسان في حياته وهذا ما يجعلنا نتناول ملفَ المشاكل والعيوب التي تتطلَب وبضرورة قصوى الخضوع إلى جراحات التَجميل لتستقيم موازين الحياة النفسيَة والجسدية وحتَى الإجتماعيَة في حياة الإنسان فماهي هذه العيوب ؟
الشَفاه الأرنبيَة bec-de-lièvre
طبيَا وعلميَا يفسَر عيب الشفاه الأرنبيَة على أنَه تشوه خلقي يصيب الشفة منذ الولادة أي يولد مع الطفل وغالبا ما يكون مصاحباً بشق في الحنك وهي حالة تنتج عن إلتصاق الأجزاء المكونة لسقف الفم (الحنك) بالشفة العليا، أثناء تكوَنها أي بمرحلة النمو لأنَ الطبيعي هو أن تكون أجزاء الشفة العليا والحنك اليمنى واليسرى منفصلة في الثلاثة الشهور الأولى من فترة الحمل لتلتحم فيما بعد لتكوَن سقف الفم والشفة العليا ، وفي حالة وجود أو ظهور أي إضطراب وراثي بالجينات أوخلل بيئي بالعناصر المسؤولة عن عمليَة الإلتحام الطبيعيَة يمكن أن ينتج عن ذلك عيب الشفاه الأرنبيَة بسبب عدم حصول الالتحام وولادة طفل يعاني من هذا المشكل .
ولقد فتحت جراحات التجميل باب الأمل للأشخاص الذين يعانون من عيب الشفاه الأرنبيَة حيث يعالج هذا المجال المشكلة بمختلف زواياها التجميليَة بتعاون وثيق مع خبراء جراحة الوجه والفكَين أيضا لذلك فإنَ أغلب نتائجها تكون مرضية وناجحة للغاية وهو ما يمكَن المريض أو الطَفل من عيش حياة طبيعيَة ومتوازنة خالية من الأمراض النَفسيَة والتعقيدات الإجتماعيَة.
عيوب الأنف
يعتبر الأنف من الأعضاء الأساسيَة في وجه وجسم الإنسان وأهميَته تتجلَى في العديد من الوظائف والجوانب فإلى جانب ضرورته الجمالية لإكتمال مظهر الوجه يلعب دورا أساسيَا أيضا لضمان سلامة وحياة الإنسان وهي الوظيفة التنفسية والحسيَة (التنفس الصحي والشم السليم) وأي خلل يمكن أنت يصيب الأنف يؤثَر وبشكل كبير على جسم الإنسان بأكمله فظهرت عمليات تجميل الأنف لتكمَل ما بدأته الجراحة العامَة وهي من العمليات الشائعة جداً اليوم ، ورغم أنَ أغلب الناس يظنونها سهلة وبسيطة إلاَ أنَ أهل الإختصاص يعتبرونها من العمليات الصعبة أحيانا خاصَة إذا ما كانت أهدافها تجميليَة وعلاجيَة في نفس الوقت ، ففي مثل هذه الحالات يجب أن تكون المجهودات والخبرات مضاعفة لتحقيق الغرضين وهما تحسين مظهر الأنف وعلاج الوظيفة التنفسيَة ومن العيوب الخلقية والعرضية التي تتطلب جراحة تجميل أنف ضروريَة نذكر الحالات التَالية:
الإنحراف (الإعوجاج ) الأنفي.
- إعوجاج غضاريف مقدَمة الأنف
- السنام الأنفي (الحدبة ) La chirurgie de la bosse du nez
- توسيع أو تضييق فتحات الأنف.
- تقليص ضخامة حجم الأنف.
- تكبير الأنف الغائر المسطح (المفلطح )
- تعديل وترميم تشوَهات الحوادث والحروق .
السمنة المفرطة
لا يمكن لأحد أن ينكر ما أضافته جراحات التجميل الخاصَة بتجميل القوام والتخلص من السمنة المفرطة إلى الأشخاص الذين كانوا يعانون من البدانة المرضيَة والتي عجزت عن علاجها الحمية والتَمارين الرَياضيَة وبالتحديد الدور الذي تلعبه عملية شفط الدهون لضبط الشكل النهائي للجسم وجعله متناسقا وجميلا إضافة إلى التخلص من الدهون المتراكمة بمختلف مناطق الجسم والتي قد تجعل الشخص معرَضا إلى الإصابة بأمراض ومشاكل عديدة ومستعصية (داء السكري ، مشاكل القلب ، تأخر الإنجاب …) .
وتتميَز عمليَة شفط الدهون بنسبة أمان عالية مقارنة بجراحات السمنة الأخرى خاصَة وأنَها لا تطال الجهاز الهضمي للإنسان و لا تعطل المريض عن ممارسة حياته وإستكمال أنشطته الطبيعية لمدَة طويلة .
الأذن الوطواطيَة
تصنَف الأذن الوطواطيَة في جراحة التجميل كتشوَه خلقي كبير وهو بروز الأذن إلى الأمام بشكل مفرط ينتج إما عن تضخم الأذن أو عن خلل في طيات الأذن الخارجية ويسبب هذا العيب الكثير من الإحراج لصاحبه ومشاكل نفسية معقَدة خاصَة إذا ما إقترنت بسخرية الآخرين .
لذلك تعتبرجراحة تجميل الأذن الوطواطية مفتاح الأمل لحياة جديدة عند الذين يعانون من هذا العيب وهي جراحة تجميلية يإمتياز تهدف إلى تصحيح عيوب الأذن الشديدة الأخرى أيضا كالأذن البارزة والكبيرة أو الصغيرة إضافة إلى ترميم تشوهات الأذن النَاتجة عن الحوادث.
تشوَهات الحروق البليغة
مع ظهور تقنية الليزر لم تعد الحروق مستحيلة الإزالة حيث تساهم هذه التَقنية في التقليل من آثار الحروق االبليغة وإزالة الندوب والعلامات وتعمل على توحيد لون البشرة أيضا، وتلقى تقنية علاج الحروق عبر الليزر إقبالا كبيرا وتشهد إنتشارا واسعا حول العالم وهو ما يؤكَد أنَ هذه التقنية آمنة ومناسبة لعلاج نسبة كبيرة من مرضى الحروق والتشوهات العرضية الصعبة.
وفي الأخير يمكننا أن نستخلص أنًَ”الخوف لا يمنع من الموت ولكنَه يمنع من الحياة ” مقولة شهيرة لنجيب محفوظ تؤكَد لنا أنَ من إختار مواجهة الحياة وعدم الخوف من مفاجآتها هو القرار الأنسب لتغيير واقعه إلى الأفضل،فحتَى جراحات التجميل تحتاج إلى الشجاعة والثقة لتكون ناجحة لذلك يرى أغلب الأطباء وخبراء التجميل وكبار الجراحين في العالم أنً 50 بالمائة من نسبة نجاح العمليَة تكمن في مستوى ثقة المريض في نفسه وفي طبيبه ودرجة إيمانه وأمله بالنجاح والشَفاء : )