طبيَا تعرَف المرارة على أنَها حويصلة مُجوّفة تقبع في الجانب الأيمن أسفل الكبد، وظيفيَا تعمل المرارة على تخزين العصارة الصفراء التي يفرزها الكبد ، تركيزها ، ثمَ يقع إفرازها إلى الأمعاء الدقيقة مع العلم أنَ هذه لعصارة تمر من الكبد عبر القناتين الكبديتين اليمنى واليسرى، لتكوّنا القناة الصفراوية الكبدية ،وعندما يدخل طعام دهني إلى المعدة والقناة الهضميَة بالتَحديد تعمل العصارة الصفراء على التَخلَص من المادَة الدَهنية الموجودة فيه من خلال هضمها وإزالة ما يعرف بالبيليروبين الذي يظهر عند تكسّر خلايا الدم الحمراء.ونظرا لدورها الدقيق في الجسم غالبا ما تصيب المرارة بعض الأمراض والمشاكل التي يمكن أن تُؤثّر على وظيفتها، والتي غالبا ما تضطر الطبيب المختص إلى إستئصال المرارة للتخلص من خطرها ،ولكن رغم تنوَع هذه الأمراض تشترك في نفس الأعراض والعلاج الذي غالبا ما يقوم على عمليَة الإستئصال .
حصوات المرارة
يمكن أن تتكوَن حصوات في المرارة من المواد التي قد تتراكم في العصارة الصَفراء على غرار الكولسترول، والأملاح، والكالسيوم، فتسدَ مجرى العصارة الصفراء.
التهاب المرارة
هو مرض متفاوت الخطورة والأعراض لأنَه يمكن أن يكون حاَد أو خفيفا وغالبا ما يظهر هذا النَوع من المشاكل بسبب مشكل الحصى أو لوجود ورم يسدّ مجرى العصارة الصفراء فينتج عن ذلك تكاثر شديد للبكتيريا فيظهر عندها مشكل الإلتهاب.
مشكل الحصوات في القنوات الصَفراوية
عند إنزلاق حصوات المرارة إلى عُنق المرارة أو القنوات الصفراويّة يحدث فيها إلتهاب شديد وقد يؤدَي ذلك إلى إنفجارها خاصَة إذا تمّ إهمال أعراض هذه الحالة لأنَها تُهدّد حياة المريض وهذا ما أكَدته دراسة في الغرض أجريت في هذا الصَدد تبيَن أنَ نسبة الوفيات النَاتجة عن إنفجار المرارة تصل إلى ما يقرب 30% وهو معدَل ضخم يستوجب التوعية المستمرَة حول مخاطر المرارة وما يمكن أن ينجرَ عنها.
الآفات السرطانيَة التي يمكن أن تصيب المرارة
ترتبط المرارة إرتباطا وثيقا بالجهاز الهضمي ،لذلك فإنَها ليست معصومة من الإصابة بالآفات وأمراض الأورام السَرطانيَة التي تصيب هذا الجهاز ، ورغم ندرة إصابة المرارة بالسَرطان إلاَ أنَه يحدث ويسجَل عند عدد من الأشخاص وتكمن خطورة هذا المرض عندما يقع تشخيصه كمجرَد إلتهاب للمرارة أو التعامل معه كورم عادي أو عندما لا يقع التعامل بسرعة أو عدم علاجه بتاتا لأنَ جميع هذه الممارسات قد تؤدّي إلى إنتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة فينتقل المرض الخبيث من السطح الداخلي للمرارة إلى السطح الخارجي، ليطال باقي الأعضاء المجاورة للمرارة، وقد يصعب تشخيص سرطان المرارة لأنَ أعراضٌه تشبه أعراض التهاب المرارة الحاد والتي غالبا ما تظهر من خلال الشَعور بآلام شديدة في منطقة البطن و قد تمتدّ للكتف الأيمن أو إلى منطقة الظهر مع العلم أنَ هذه الآلام والأعراض تزداد حدَة وسوء عند تناول الأطعمة الدّسمة والمشبعة بالدّهون، وقد يجد المصاب صعوبة في التَنفَس العميق ظهور الحُمّى في بعض الأحيان ، التقيّؤ المتكرَر ،تواتر الغازات المفرطة مع عسر في الهضم .
العلاج
غالبا ما يبدأ الطَبيب العلاج بعد تشخيص الحالة بوصف المضادَات الحيويَة الضَروريَة وعند بلوغ الحالة منتهاها ولا يوجد تحسَن يذكر يقرَر الطبيب إجراء إستئصال للمرارة و بعد ذلك يعاني المريض من بعض الآثار كإخراج إسهال ليَن مليء بالسوائل ،وبعد إستئصال المرارة تُفرز العُصارة الصفراء بشكل أكبر كميّات المواد الدهنيَة المتناولة في الطَعام لذلك يعاني المريض أثناء هذه الفترة من الغازات المفرطة وإنتفاخ في البطن ولكن رغم ذلك أصبحت عمليَة المرارة اليوم أكثر نجاعة وأقل ألما ففي غالبا الأحيان يقع إستئصالها عن طريق المنظار أي دون إحداث شق جراحى كبير وهذا يعني القليل من الألم و الشفاء في وقت قصير إضافة إلى سرعة إلتئام الجرح كما يؤكَد أطبَاء أمراض الجهاز الهضمي وخبراء التَغذية أنَ التًقليل من الوجبات الدهنيَة والدَسمة من شأنها أن تقلل تقلقات ما بعد العمليَة خاصَة وأنَه لا يوجد نظام غذائي ثابت يجب إتباعه بعد عمليَة إستئصال المرارة .