نجح “ستيفن ” في جلب الأنظار إليه عندما أطلق صرخة نداء إلى أصحاب القلوب المعطاءة والطيبة لجمع بعض المال من أجل جمعيَة خيريَة تسهر على مساعدة ودعم المراهقين الذين يعانون من مرض السرطان ، ورغم أنَ ستيفن يعاني بدوره من سرطان في الأمعاء إلاَ أنَ معاناته من هذا المرض الذي أصاب جهازه الهضمي لم يمنعه من التفكير في الآخرين والسَعي إلى مساعدتهم ، فكان التَحدي الأكبر عندما نجح هذا المراهق في جمع مبلغ مالي ضخم وهو ما يقارب 4 مليون يورو تحت شعار مقاومة السرطان .
عندما علم ستفين بمرضه قرر عدم الإستسلام والمقاومة من خلال تحقيق 46 حلما من أحلامه فكرة قد تبدو للعديد من الأشخاص غريبة فكيف يمكن لشخص مثله يعاني من مرض قاتل أن يفكَر في تحقيق 46 حلما فتحقيق الأحلام قد يتطلب عمرا بأكمله ولكن ستيفن كان مؤمنا بنفسه رغم الصعوبات والمرض فأحلامه رغم أنَهاقد تبدو صعبة المنال عند البعض نظرا لوضعه الصحي خاصَة وأنَه يعاني من سرطان خطير ويخضع إلى العلاج الكيميائي و يعيش آلاما يومية ومستمرَة إلاَ أنَ هذا الوضع لم يمنع ستيفن من الحلم ، ومن ضمن أهداف ستيفن كان العزف وقرع الطبول أمام 90.000 شخصا في فعاليات نهائيات دوري أبطال أوروبا ، تقبيل فيل أو القفز من فوق المظلَة ، قد تبدو أحلام بسيطة وجنونيَة بعض الشيء ولكنَها كانت تعني الكثير لستيفن ، الذي كان يحاول بأقصى جهده جمع التبرعات ومساعدة الجمعية التي كانت تعمل على دعم مرضى السرطان وحثهم على التداوي والعلاج وعدم الإستسلام إلى المرض .
ورغم أنَ ستيفن كان في المراحل الأخيرة من مرضه إلاَ أنه واصل حملته التبرعيَة لفائدة مرضى السرطان فكانت النتيجة فوق تصوراته حيث نجح في جمع 4 مليون يورو وهو مبلغ كفيل بأن يساعد الجمعية بشكل كبير في مشوار كفاحها ضد السرطان فكلَما كان الموت يقترب من ستيفن كلَما إزداد هذا الأخير أملا وقوة لجمع أكبر عدد ممكن من التبرعات .
وفي صبيحة الأربعاء بتاريخ 14 ماي من سنة 2014 أعلنت والدة ستيفن من خلال تغريدة حزينة على صفحة الفيس بوك عن وفاة إبنها الذي رحل بهدوء وسلام أثناء نومه ليعطي للعالم درسا في العطاء و الأمل وفي حب الآخر ، ستيفن كان يعلم جيدا أنه في المراحل الأخيرة من المرض وأن أمله في الحياة كان ضئيلا جدَا ورغم ذلك قرر جمع الأموال التي قد تساعد بشكل كبير في إعادة العديد من مرضى السرطان إلى الحياة من جديد ، رحل ستيفن من هذه الحياة وأطفئ شمعته ال19 دون أن يعلم أنَه ترك الكثير من الحب والأمل في قلوب مرضى السرطان والله وحده يعلم كم من حياة أنقذها وسينقذها ستيفن بفضل هذه التبرعات ، فرغم صغر سنَه وقصر مشواره في هذه الحياة كان لحياته معنى وهدف وكان سفيرا وصانعا للأمل رغم المعاناة ، كم نحن بحاجة إلى مثل هذه القلوب 🙁