ضعف الحيوانات المنويَة عند الرَجل وعلاقته بالعقم والإنجاب
ندق اليوم، باب مشكل صحَي يعاني منه عدد كبير من الرَجال في العالم بأسره وهو خلل يحول أمام عمليَة الإنجاب ولعلَه من الأسباب التي قد تدفع بالعديد من الرجال إلى إعتماد تقنية طفل الأنبوب في تونس ،نحن نتحدث عن مشكل قلَة عدد الحيوانات المنوية أو ما يعرف بضعف الحيوان المنوي، وعلميَا يؤكد علماء الأجنة وأطبَاء التوليد أنه عندما يكون عدد الحيوانات المنوية قليل، فإنََ إحتمال حصول إخصاب للبويضة يكون ضعيفا وبالتًالي لا يحدث حمل ولكن هذه الحالة لا تجعل من الحمل مستحيلا فقد سجَلت حالات إنجاب لرجال كانوا يعانون من مشكل قلَة الحيوانات المنوية.
هذه الحالات لا تعني أنَ هذا الخلل ليس بالمقلق بل على العكس لأنَ أغلب حالات العقم المسجَلة عند الرَجال يكون سببها الرَئيسي ضعف وقلة عدد الحيوانات المنوية فماهي خصائص هذا المرض، أعراضه وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟
خصائص وأسباب قلَة عدد الحيوانات المنويَة وضعفها عند الرَجل
إنَ عملية إنتاج الحيوانات المنويَة عند الرَجل ليست بالعمليَة السَهلة بل هي مركبَة ومعقدة خاصَة وأنَها ترتبط بمجموعة من العوامل السلبية والإيجابيَة، فعمليَة إنتاج الحيوان المنوي هذه متوقَفة على ما يعرف بالوطاء (Hypothalamus) وبالغدة النخامية، اللتان تفرزان الهورمونات المسؤولة عن إنتاجية الحيوانات المنوية في الخصيتين ، ثمَ يأتي دور ضخ الخلايا المنوية من الخصيتين من خلال القناة المنوية إلى غدة البروستاتا التي تقوم بدورها بإفراز السائل المنوي، وأثناء عملية القذف يخرج السَائل المنوي الذي يحتوي على الحيوانات المنوية متجها نحو البويضة أثناء عملية الجماع .
فإذا ما حدث أي خلل يعيق هذه المراحل فإنَ عملية تخصيب البويضة وتلقيحها لن تفضي إلى الحمل، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن أسباب ظهور مشكل قلَة الحيوانات المنويَة؟
كغيرها من المشاكل المرضيَة التي تخص الإخصاب تبقى الأسباب الثَابتة والرَئيسية غير معروفة ولكن هناك أمراض ومشاكل صحية يمكن اعتبارها من الأسباب التي تقف وراء هذا المشكل، منها:
- ما يعرف بدوالي الخصيتين (variocele) – وهي حالة إنتفاخ في الخصية، تزيد من درجة الحرارة وتضعف إنتاجيَة الحيونات المنوية.
- إلتهابات الخصية النَاتجة عن الأمراض المنقولة جنسيَا كمرض الزهري (Syphilis) و السيلان (Gonorrhea). وهي أمراض قد تحدث إلتهابا في البروستاتا فينجرَ عنه إنسدادا في طريق الحيوانات المنوية.
- ومن الأسباب المضعفة للحيوان المنوي أيضا مشكل القذف العكسي وغيرها من الأمراض التي تقد تجعل السائل المنوي يتوجه إلى المثانة البولية بدلا من قذفها الى خارج العضو الذكري لتلقيح البويضة .
- خلل هرموني كنقص هرمون التستوستيرون (Testosterone)، وهورمونات الـ GnRH ، LH ،FSH وهو ما قد يؤدي لضعف ونقص في إنتاجيَة الحيوانات .
- كما تؤدي جميع أنواع السرطانات إلى إحداث خلل وظيفي وانسداد ميكانيكي في القنوات المنوية، إضافة إلى التَأثير الشَديد الذي تحدثه الأدوية والمواد الكيميائية التي يتلقَاها المريض اثناء العلاج، ومن الأسباب أيضا بعض العادات الغذائية والمعيشيَة السيَئة كشرب الكحول بكميات مفرطة، و تعاطي المخدَرات، التدخين، الضغط النفسي الشَديد، ، الإكتئاب ، ومرض السَمنة يؤدي لنقص الحيوانات المنوية أيضا .
- خلل في الجينات الوراثية عندما يكون هناك نقصان أو زيادة في الكروموسومات
ولهذا المشكل المرضي مجموعة من الأعراض التي تجعل الإستشارة الطبيَة ضرورية أبرزها:
- إنتفاخ بارز على مستوى الخصيتين.
- ضعف نسبة الشعر في الوجه أو الجسم.
- خلل في الوظيفة الجنسية كضعف الرَغبة الجنسيَة أو ظهور صعوبة في الإنتصاب
- عدم وقوع حمل رغم مرور مدة زمنية طويلة و توفَر علاقة جنسية نشيطة ومنتظمة وعدم إستعمال لموانع الحمل.
جميع هذه الأعراض تدق جرس ضرورة إستشارة الطبيب المختص للقيام بالتحاليل والفحوصات اللاَزمة التي قد تثبت ضعف الحيوانات المنوية وقَلة عددها ، وإذا ما ثبت ذلك يبدأ الطَبيب بإتخاذ الأساليب والطرق الضَرورية للعلاج.
كيف يمكن علاج هذا المشكل والوقاية منه؟
يبدأ علاج ضعف الحيوانات المنويَة وقلَة عددها عن طريق التَشخيص المخبريّ وفحص السائل المنويّ لتحديد أسباب الضعف وقلَة الإنتاجية فهذا النَوع من الفحوصات تستطيع أن تكشف إذا ما كان السبب حركيّا (وظيفي) أو بيولوجيّ كالتشوّهات وغيرها من المشاكل التي قد تسبب ضعف إنتاج الحيوانات المنويَة، مع العلم أنَ هذا المشكل غالبا ما يكون مرتبط بدوالي الخصية التي تعالج عن طريق الجراحة أو من خلال عمليات التنظير (الفحص والعلاج بالمنظار) .
كما يؤكَد الأطبَاء أنَ العلاج لا يكون طبيَا فقط بل هو طبيعيا كالطب البديل والإقلاع عن العادات السيئة المذكورة في السابق (التدخين، المخدرات ….) مع المداومة على ممارسة الرياضة يوميَا، وتناول التَغذية الصحيَة المتوازنة التي تحتوي علي العناصر الضروريَة لبناء الجسم ، ومن بين هذه الأطعمة نذكر القائمة التَالية :
الثوم : زيادة القدرة الجنسيَة
البصل: زيادة نسبة المني و الخصوبة الذكرية
القمح: زيادة الطاقة الجنسيَة
الموز: تقوية العضو الذَكري
الزنجبيل: منشط طبيعي ومجدد للطاقة الجنسيَة
حبة البركة: زيادة الهرمونات الجنسية المنشطة وزيادة الخصوبة
التمر: يغذي الخلايا التناسلية ويقلل من الإصابة بالعجز الجنسي ، اي التعب السريع عند ممارسة الجنس
الحمص مع العسل : يعالج الضَعف الجنسي
التوت: زيادة وزن الحويصلات المنوية وبالتالي زيادة عددها .
ملاحظة:
لكلَ حالة وضعها الخاص وخصائص مرضية معينة تسوجب الرَعاية الطبية والتشخيصية الدقيقة لأنَ فعاليَة العلاج مرتبطة بمدى قدرة المريض على الإنضباط بقواعد العلاج ودرجة إستجابة الجسم للعلاج لذلك فإنَ أقرب الطَرق لتحقيق حلم الأبوَة هي الإستشارة الطبيَة السريعة مع التسلَح بالأمل، الإصرار والإرادة.