يصيب سرطان الثَدي نسبة لا يستهان بها من النَساء في العالم ، ففي الماضي كان هذا المرض يصنَف ضمن قائمة الأمراض الخبيثة التي يصعب علاجها والقضاء عليها بصفة نهاية ، ورغم أنَه وإلى حدَ هذه السَاعة لا يزال يفتك بحياة الكثيرات إلاَ أنَ الأمل في الحياة لمريضات سرطان الثَدي إرتفع في السَنوات الأخيرة ، ففي الماضي كانت مريضة سرطان الثَدي تشعر بالخجل وتفقد ثقتها وشعورها بأنوثتها عندما تضطر لإستئصال ثديها بالكامل للتَخلَص من المرض واليوم ، يمكن لها أن تتخطَى هذا العيب من خلال الخضوع إلى جراحة ترميميَة وتجميلية للثدي وهو إختصاص يتبع مجال جراحات التَجميل ، فكيف ساعدت جراحة تجميل وترميم الثَدي مريضات سرطان الثَدي على تخطَي هذه التَجربة القاسية للمضي قدما نحو أمل جديد في الحياة ؟
فوائد عمليَة ترميم الثَدي بعد الإستئصال
تعتبر عمليَة ترميم الثدي بعد إستئصال ورم السَرطان من أهم مميَزات جراحات التَجميل فهي تساعد المريضة على إستعادة ثقتها بنفسها وبجسدها من جديد، ورغم أنَ عمليَة إستئصال الثَدي التي يقع إجراؤها على يد طبيب مختص في جراحة الأورام تقضي تماما على جمال و مظهر الثَدي إلاَ أنَ جراحة الترميم تساعد على سد هذا النَقص خاصَة عندما يكون الإستئصال جزئي وغير كلَي لأنَه يحدث عدم توازن بين الثديين فتصبح جراحة تجميل الثَدي ضروريَة لبناء التناسق بينهما ، وحسب معلومات وردت في دراسة أصدرتها الجمعيَة الأمريكية للسرطان وأشرف عليها باحثون بجامعة ميتشيغن ، فإنَ النساء اللواتي خضعن لجراحة إستئصال الثدي للقضاء على آفة السَرطان قد أصبحن أكثر سعادة وثقة عن ما كنَ عليه في الماضي بعد خضوعهنَ لعمليَة تجميل الثَدي وأنَ عمليَة التَرميم وإعادة بناء الثَدي عادت عليهنَ بالفائدة على المستويين النَفسي والجسدي .
خصائص ومراحل هذه العمليَة
كغيرها من العمليَات والجراحات لعمليَة ترميم الثَدي مراحل أساسيَة ودقيقة فهي تقوم بالأساس على عمليَة الرسم وتحديد الحجم المطلوب والمرغوب فيه إضافة إلى إعادة تشكيل الثَدي وملء محتواه ثمَ تقع إعادة تكوين شكل الحلمة وتثبيت الثدي بطريقة متساوية للمحافظة على الشَكل العام وعضلات الصَدر، وحسب رغبة المريضة تتم عمليَة تجميل الثدي من خلال تكبيره أي ملئه لإعطائه حجما مثاليَا يتناسب مع حجم الجسم وذلك عن طريق الغرسات الإصطناعيَة (بالونات السليكون ) أو حقن الدهون في الثَدي حسب إختيار المريضة والحالة الصحيَة للثَدي .
ملاحظة
إنَ علاج سرطان الثَدي لا يستدعي بالضرورة عمليَة إستئصال كاملة للثدي فأحيانا يختفي هذا المرض عن طريق العلاج الغير جراحي كالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي ، كما لا يمكن للمريضة أن تخضع لعمليَة التَرميم وإعادة البناء إذا ما نهىاها الطَبيب المختص والمباشر للحالة عن ذلك أي تجرى عملية تجميل وترميم الثدي بناء على توصيات وموافقة طبيب الأورام ، ولكن وفي أغلب الحالات لا يمنع هذا الأخير عملية التَرميم لأنَه يدرك تماما ما تضيفه هذه العمليَة لنفسية ومعنويات مريضة السَرطان ، بل على العكس يشجَع أغلب أطبَاء الأورام المريضات على إجراء هذه العمليَة لكسب ثقتهن في أنفسهنَ من جديد والعودة إلى الحياة الطبيَعة بسرعة.