هذه قصَة أم فرنسيَة تدعى “سيلي” كادت أن تفقد الأمل في أن تكون أمَا في يوم من الأيَام وبعد رحلة صبر طويلة كانت المفاجأة التي غيَرت كلَ شيء في حياتها الزَوجيَة والعائليَة.
تقول:
كان من الصعب جدَا ونحن نصارع الحياة اليوميَة معرفة الوقت المناسب والفترة المثالية التي يمكن ان يتحقق فيها الحلم بشكل طبيعي، فلقد تزوَجنا في سن مبكَرة جدَا وكان زوجي بالكاد قدفتح مكتبه الصغير وكنت أنا موظَفة حديثا بإحدى الشَركات، ورغم مرور سنوات طويلة لم تكن فكرة الحمل والإنجاب من أولوياتنا مع كثرة المشاغل والمشاكل العمليَة والإجتماعيَة خاصَة وأنَ شركة زوجي آنذاك كانت لا تزال في بداياتها وتمر بمجموعة من الصَعوبات.
وفي يوم غريب من أيَام سنة 2006 إستيقضنا بفكرة الرَغبة في إنجاب طفل جميل يغيَر روتين حياتنا القاتل وكلَما كبرت المسافة بيني وبين حلمي كلما إزداد قلقنا حول الأسباب فكنت أتعمَد عدم اللجوء إلى الإستشارة المتخصَصة خوفا من الإجابة الطبيَة التي قد تكون فوق إحتمالي .
وفي سنة 2007 ،قرَرت جمع شجاعتي وأجريت إختبارا مؤلما للغاية والذي كشف لي أنَ تأخر الإنجاب لا يعود إلى وجود مشكلة خلقية أو مرضيَة ولا يوجد أي عيب من ناحيتي ،فصارحت زوجي بنتائج التحليل الذي كان كعادته متفهَما ومتعاونا فقرَر هو بدوره إجراء الفحوصات اللاَزمة لمعرفة الموانع ،كانت هناك بعض المشاكل الصَغيرة ولكنها لا تعتبر عائقا فعليا أمام الإنجاب ،وبإختصار شديد كانت الأسباب غير معروفة من الناحية الطبيَة ولحكمة لا يعلمها إلاَ الله كان من الصعب أن ننجب بصفة طبيعيَة ،وفي يوم من الأيام عندما كنت وزوجي في حفلة عشاء بمنزل أحد الأصدقاء شاءت الأقدار أن نلتقي طبيب عقم وإخصاب في تلك السَهرة وبعد جلسة تعارف لطيفة حدَثناه عن وضعنا وعن مدى رغبتنا الشَديدة في إنجاب طفل يدفئ ثلج حياتنا العادية .
فأعلمنا بتقنية الإنجاب عن طريق المساعدة الطبيَة ما يعرف بطفل الأنبوب أو التَلقيح الإصطناعي ،رحَبنا بالفكرة وأخذنا موعدا معه بالعيادة حيث قمنا بمجموعة من الفحوصات ،التحاليل والتَشخيصات .
الفشل طريق للنجاح
لطالما آمنت أنَ الفشل إذا ما إقترن مع الصبر والإصرار قد يتحوَل إلى نجاح ساحق ،كانت المحاولة الأولى لعمليَة طفل الأنبوب مع الإقامة الإستشفائيَة وكان ذلك في شهر ديسمبر أمَا النتيجة فكانت بتاريخ 31 من نفس الشهر ولكن للأسف لم تكن إيجابيَة ،كدت أن أيأس لولا دعم زوجي لي وإصرار طبيبي على تكرار المحاولة ،فكررنا نفس العملية التي كانت فاشلة كالأولى تماما ،وفي الأخير قررت المحاولة للمرة الثالثة ورغم أنَني لم أتوقَع الكثير إلاَ أنَ الأمل لم يغادر قلبي .
وبتاريخ 25 ماي 2009 تغيَر كل شيء وشاهدنا مخلوقا صغيرا يتحرَك داخل رحمي ،فيا لها من سعادة !وياله من أمل للجميع ، فعلا إنَ هذا الشعور كان يسحق المحاولة من جديد !