قد يواجه الإنسان في مشوار حياته المدجَج بالأحداث والتَداخلات المختلفة سواء كانت عاطفيَة، إجتماعيَة، مهنيَة العديد من المواقف التي لا يمكن أن تمحى بسهولة من ذاكرته ولكن تبقى الأمراض السَرطانيَة الخبيثة من أقسى الأقدار التي تعترض طريق الإنسان لأنَها تقلب جميع الموازين وتغيَر الأهداف والأحلام في حياته فيصبح أقصى ما ينشده المريض هو الشَفاء والعيش بين أحبابه وعائلته وإسترجاع الصحَة والعافية ومن بين هذه الأمراض نذكر ما يعرف في عالم طب السَرطان بالأورام المعويَة الخبيثة ( Tumeurs stromales gastro-intestinales) التي تفتك بالآلاف في العالم فظهر تخصَص يقضي على هذه الآفات المرضيَة بشكل نهائي خاصَة إذا كانت في مراحلها الأولى وهذا ما يدعونا إلى التَساؤل عن خصائص الأورام المعويَة و عن تفاصيل الجراحة المعالجة لمثل هذه المشاكل الورميَة ؟
يقول الدَكتور توبياز كيك وهو طبيب متخصص في جراحات الجهاز الهضمي وفي نفس الوقت رئيس قسم الجراحة في المستشفى الجامعي بشليزفيغ هولشتاين لوبيك بألمانيا ، أنَ سنوات الخبرة التي إكتسبها في مشواره المهني مع مرضى سرطان الجهاز الهضمي بشكل عام والأورام المعويَة تحديدا جعلته مؤمنا بأنَ إمتزاج الأمل بالعلاج الصحيح والمتكامل قد يصنع المعجزات وعن الأورام المعويَة يؤكَد الدَكتور كيك أنَ أغلب الأورام المعويَة تصيب الأمعاء الغليظة ولكنَها تصيب الأمعاء الدَقيقة أيضا ، وعن مصدر ظهورها يضيف الدَكتور كيك أنَها تنتج عن التغَيرات الخبيثة التي تطرأ على خلايا الغشاء المخاطي المعوي (الذي يغطَي الأمعاء ) .
ماهي الأورام المعويَة الخبيثة ؟
وعن طريقة تكوَنها يقول نفس المصدر أنَها ذكيَة للغاية ويمكنها المغالطة حيث تظهر في بداية الأمر على أساس أنَها أورام حميدة ولكن وفي أغلب الحالات سرعان ما تتحوَل إلى أورام خبيثة مع العلم أنَه يمكن التخلَص من الأورام الحميدة قبل تحوَلها عن طريق المنظار(endoscopie )ولكن عند تحوَلها إلى أورام خبيثة تصبح جراحة الأورام إجراء ضروري لإنقاذ حياة المريض حيث يقع إستئصال تام وجذري للورم تحسَبا من خطر إنتشاره بكامل الجسم ،كما يجدر التَذكير أنَه يمكن للجرَاح أو الطَبيب المختصَ أن يكتفي في بعض الحالات بإجراء جراحات علاجيَة فقط أي تجرى لتتمَ السَيطرة على إنتشار المرض وللحد من أعراضه فقط (في المراحل الأولى للمرض أو الحالات الأقل خطورة ) .
أعراض الأورام المعويَة
ويؤكَد خبراء الجراحة العامة وأطبَاء الجهاز الهضمي أن أغلب الأعراض لا تظهر في مراحل مبكَرة من المرض أي تبدأ بالإعلان عن وجودها عندما ينمو الورم بشكل كبير ويكون المرض في مراحل متقدَمة لذلك فإنَ جميع الأطبَاء يشدَدون على ضرورة المداومة على الفحوصات الدوريَة للكشف عن المرض في مراحله الأولى، وعموما تنحصر الأعراض المرضيَة للأورام المعويَة في النَقاط التَالية :
- نقص في الوزن
- أنيميا (فقر دم )
- تقيؤ وغثيان
- آلام في البطن
- ظهور نزف أو دم في البراز او القيء
- ظهور كتلة في البطن
- الشَعور بالإجهاد والتعب
ولكنَها أعراض يمكن لأن تختلف في ظهورها من حالة إلى أخرى والكشف الطبَي هو الحل المناسب للتأكَد من صحَة وسلامة الجهاز الهضمي .
ماهي جراحة الأورام المعويَة؟
يقوم الهدف الأساسي لجراحة الأورام المعويَة على مبدأ إستئصال الجزء المعوي المريض وإعادة ربط الأطراف أو الأقسام العضويَة المتبقيَة والسَليمة (عمليَة الربط ) وذلك لضمان الإستمراريَة الوظيفيَة للجهاز الهضمي،أمَا فيما يتعلَق بعمليَة الإستئصال فتختلف من حالة إلى أخرى ولكن يبقى الهدف الرئيسي منها إزالة جميع الأورام السَرطانيَة وإعتمادا على موقع الورم، قد يحتاج الجراح أيضا إلى إزالة أجزاء أخرى من الأعضاء القريبة والمجاورة للعضو المصاب إذا موقع الورم ومستوى إنتشاره هو الذي يحدَد نوع الجراحة المعتمدة خاصَة وأنَ الإجراء الجراحي الخاص بمثل هذه العمليَات يعتمد على مبدأ التحديد المناسب والدَقيق للجزء الذي يجب إستئصاله أي حسب وضع وطبيعة الأوعية الدموية واللمفاوية المرتبطة والمتعلَقة به .
كما يمكن للجرَاح أن يوسَع في عمليَة الإستئصال في حالة وجود عدَة أورام في نفس الوقت.
ومن الحالات الطارئة التي تتطلَب جراحة أورام معويَة عاجلة ودقيقة نذكر مشكلة تعرف في مجال طب الجهاز الهضمي بالإنسداد المعوي وهو وضع صحَي خطير يسبَبه المرض إضافة إلى مشكل الإنثقاب الذي ينتج عن وجود ثقب في الأمعاء نتيجة إختراق المرض (الورم) طبقات جدار الأمعاء.
وتعتبر حالة إنسداد الأمعاء والإنثقاب من أخطر المضاعفات التي يمكن أن ترافق الأورام المعويَة.