التنفَس نعمة من ربَ العالمين، فأن تتنفَس هذا يعني أنَك حي ترزق وأن قلبك ينبض بالحياة والأمل، لذلك فإنَ أي خلل قد يحرمك هذه النَعم يستحق العلاج والتَداوي مهما كان الطريق صعبا ومدججا بالأشواك حتَى وإن كان الأمل ضعيفا ، فمع تقدَم العلم والطب اليوم ،أصبح لكل داء دواء حتَى الأوبئة والأورام الخبيثة إستطاع الإنسان أن يخلق لها أساليب علاجيَة من لقاحات ، أمصال وأدوية ،أشعَة …إلخ لذلك لم تعد أمراض الصَدر والرَئتين تعتبر خطيرة إذا ما عزم المريض على الشَفاء والعلاج ،ومن هذا المنطق ظهرت جراحة زرع الرَئة وهي تقنية طبيَة يعتمدها أطباء أمراض الصدر والرَئتين لعلاج الحالات التي تفشل معها مختلف الوسائل الطبيَة الأخرى خاصة في الحالات التي أصابها فشل وظيفي نهائي فماهو التعريف الطبَي لعملية زرع الرَئة ؟وما هي أهمَ ميزات هذه الجراحة وشروطها ؟
خصائص زرع الرَئة
غالبا ما تعتمد هذه العمليَة لعلاج الأشخاص الذين يحتاجون زرع رئة ضروري للتخلَص من أمراض التفسخ مثل توسع القصبات المنتشر أو التليف الكيسي أو المرضى الذين يعانون من متلازمة Eisenmenger وهو مرض ينتج عن ارتفاع ضغط الدم الرئوي جراء تحويلة بين الجهة اليمنى والجهة اليسرى, وإلى جانب هذا المرض هناك أيضا مرض الرئة الإنصماميَة المزمن وهو عبارة عن ارتفاع في ضغط الدم الشرياني ،وعملية زرع الرئة هي الحل المثالي لحالات الإنتفاخ الرَئوي أيضا ،وهذا ما أثبتته العديد من التَجارب النَاجحة لأشخاص كانوا يعانون من مشكل اللإنتفاخ وبعد الخضوع إلى عمليَة الزَرع تحسَنت صحَتهم و نوعيَة حياتهم أيضا رغم أنَ هذا النَوع من العمليَات يرتبط بمخاطر مؤكَدة وتتطلَب قدرا كبيرا من الشجاعة والمثابرة خاصَة للتأقلم مع وضع الجسم الجديد .
وتنقسم عملية الزرع إلى أنواع وهي: زرع رئة واحدة، زرع فص رئوي، زرع رئتين أو زرع القلب والرَئة فعمليَة الإستبدال أو الزرع قد لا تشمل كامل الرئة بل تتم بصفة جزئية فقط، أمَا إذا كانت كلية فتكون من خلال زرع رئة أخرى يقع الحصول عليها من قبل المتبرعين كما هو الحال في زراعة القلب والكبد …إلخ.
شروط عمليَة زرع الرئة
كغيرها من العمليات الجراحيَة الأخرى لجراحة زرع الرَئة شروطها وقوانينها الخاصَة ومن بينها النَقاط التَالية :
• يتمثَل الشَرط الأول الذي يجب توفَره قبل الخضوع إلى هذه العمليَة هو أن تكون رئة المريض غير سليمة ولا تتجاوب مع الأدوية التي يصفها طبيب أمراض الصَدر والرَئتين.
• أن يكون المتبرَع يتمتع بصحة نفسيَة وجسديَة جيَدة وأن يتناسب حجم الرَئة المرغوب زرعها مع المريض وذلك لضمان الأكسجين الكافي وتكون عمليَة التَنفَس سهلة وبسيطة ولكن في نفس الوقت يفضَل أن لا تكون ضخمة خاصة إذا كان حجم تجويف صدر المريض صغير كي تكون مناسبة له.
• التوافق العمري بين المريض والمتبرَع (أن لا يكون الفارق العمري كبير)
• توافق فصيلة الدَم.
وحسب موقع إعلامي يسمى بالرَابطة الثانية لزرع الرئة (second wind lung transplant association) يعمل على دعم المرضى الذين خضعوا إلى عمليَات الزَرع أو يدرسون هذا الإختصاص ، هذه العمليَة ساعدت العديد من المرضى في التَمتع بالحياة من جديد خاصَة إذا تقبَل جسم المريض الرئة المزروعة ولم تسجَل مضاعفات.
فنسبة الحالات الناجحة تعد مرضية وذلك حسب وثيقة إحصائيَة نشرت على الموسوعة العلمية الشهيرة ويكيبيديا تكشف أرقام الأمل في الحياة بعد عمليَة الزَراعة التي تعتبر مقبولة خاصة إذا ما قارناها بنسب الوفاة المسجلَة في الماضي .