من طرائف الشَعوب الأولى و الجاهليَة أنَها كانت تعتبر ظاهرة الشَفاه الأرنبية الخلقية عقابا إلهيَا يولد مع الطَفل إذا رأت الأم أرنبا وهي حامل لذلك كانت رؤية اللأرنب ممنوعة على الحوامل فتم التَعامل مع هذا المشكل كلعنة سماويَة مفروضة لا يمكن علاجها ، ومع تقدَم الشَعوب ونضج الفكر العلمي والطبَي تَم التَوصَل إلى حقيقة هذا العيب الذي أصبح يصنَف في مصطلحات الطب الحديث ضمن العيوب والأمراض الخلقيَة ويعالج من خلال جراحة تجميل ترميميَة وتصحيحيَة، فماهي خصائص هذا المرض وكيف يمكن القضاء عليه من خلال جراحات التَجميل؟
تعريف الشَفاه الأرنبيَة
أثبتت الدَراسات العلميَة والطبيَة التي سعت إلى فك رموز مشكل الشَفاه الأرنبيَة أَنه إنشقاق أو تشوه خلقي يحدث في الشفة وقد يصاحبه تشوَه في الحنك أيضا، فتكون الأجزاء المكونة لسقف الفم متفككة وغير ملتحمة، ورغم أنَ هذه الحالة تكون طبيعية أثناء مراحل الحمل خاصة وأن أجزاء الشفاه العليا والحنك اليمنى واليسرى تتكوَن بشكل منفصل في الثلاثة الشهور الأولى من فترة الحمل ثم تلتحم بعد ذلك لبناء سقف الفم والشفاه العليا، ويفسر الأطباء هذا المشكل على أنَه ناتج إلى خلل جيني ووراثي وأنَ هذه الجينات هي المسؤولة عن شكل هذه الشَفاه وقد يكون الخلل أيضا سببه بيئي أيضا وقد يكون التَدخين و سوء التَغذية من الأسباب أيضا كما ترجح نسبة لا يستهان بها من الأطباء أن شرب الكحول وتناول أدوية معيَنة قد تكون من الأسباب الرئيسية لإصابة الجنين بهذا التَشَوه .
وحسب إحصائيات عالمية يولد سنويَا طفل يعاني من الشفاه الأرنبيَة من مجموع 700 مولود وذلك في الولايات المتَحدة الأمريكيَة، أمَ العالم العربي ورغم عدم توفَر إحصائيات حديثة ودقيقة حول نسبة الأطفال الذين يولدون بهذا العيب سنويَا إلاَ أنَ المؤشَرات تؤكَد وجود نسبة هامَة منهم خاصَة إذا ما تأمَلنا معدَل الأشخاص خاصة الأطفال الذين يخضعون سنويَا لجراحات التَجميل للتخلَص نهائيَا من الشَفاه الأرنبيَة.
العلاج
إنَ علاج الشَفاه الأرنبيَة يكون جراحيا أي من خلال عمليَة تجميل دقيقة يجريها طبيب تجميل على درجة عالية من الخبرة والكفاءة إضافة إلى توفَر طاقم طبي محترف لأنَ هذا النَوع من العمليَات يتطلَب عملا جماعيا يقوم به فريق عمل طبي متكامل يشمل مجموعة من المختصين (خبير تجميل، طبيب أطفال، وطبيب أسنان وتقويم اسنان للأطفال، وجراح تجميل، واخصائي انف وأذن وحنجرة، وطبيب نفسي، واخصائي نطق وخبير في أمراض الوراثة) لكي تكون النتيجة مثالية من الناحية التَجميليَة والوظيفيَة أيضا.
عادة، تهدف هذه الجراحة إلى إصلاح الشفة الأرنبية من خلال ربط أجزاء العضلة المحيطة بالفم ببعضها البعض وتعديل فتحة الأنف وتعتبر هذه العمليَة من الجراحات التجميلية الدقيقة خاصَة وأنَها تجمع بين العلاج الترميمي التصحيحي والعلاج الوظيفي و بعد هذه العمليَة يقع التَركيز على وظيفة النطق ومخارج الحروف التي يشرف عليها اخصَائي النطق والتَقويم.