وسائل منع الحمل وعلاقتها بالعقم وتأخر الإنجاب
كثيرا ما نسمع عن المخاطر التي قد تنجر عن تناول المرأة الشَابة التي تكون في أوج خصوبتها أقراص منع الحمل، أو وضع اللوالب المانعة أيضا خاصة عندما يقرر الزوجان تأجيل الحمل الأوَل، لذلك فإنَ الوقوف أمام مخلَفات موانع الحمل أمرا ضروريَا فهل لهذه الوسائل مخاطر فعلية قد تأدي للعقم وتأخر الإنجاب أم أنَها مجرَد أساطير واهية تتعارض مع الحقائق العلميَة المثبتة؟
مخاطر إستخدام وسائل منع الحمل
يؤكَد أطبَاء العقم والتوليد أنَ تأثير حبوب الحمل على خصوبة المرأة يختلف من امرأة إلى أخرى، أي أنَ درجة الخطورة غير ثابتة، كما أثبتت الدَراسات مؤخَرا أنَ الأمر لا يتعلَق بالمرأة فقط فقد يكون العيب من الرَجل فيكون إستعمال وسائل منع الحمل غير منصوح أي عندما ترغب المرأة في منع الحمل و تعرض نفسها على طبيب أمراض نساء الذي قد يقر بعدم وجود ضرر من تأجيلها للحمل ولكن قد يكمن الضَرر من ناحية الرَجل الذي يكون عنده مشكل في الخصوبة ويعاني من بعض الموانع التي يجب علاجها وفي هذه الحالة يكون الإسراع في الحمل هو الحل وفكرة التأجيل قد تكون من أسباب عقم الرَجل فيما بعد.
ويبيَن أطبَاء العقم أنَ المشكل لا تكمن في إستعمال هذه الوسائل بل في المدة الزَمنية حيث أجمع أغلب الأطباء أنَ تأجيل الحمل لبضعة أشهر أو لسنة أو حتى سنتين لا يكون خطيرا على إمكانية الحمل فيما بعد ولكن هناك مجموعة من الشَروط التي قد تضمن ذلك ومن أهمَها أن تكون الزوجة صغيرة في السنَ (بين 20 و35 سنة ) أي في فترة ما يسمَى بذروة الخصوبة ) ولا تعاني من أيَة موانع أو مشاكل صحيَة (رحمية ) أو خلقية لأنَ هذه العوامل تجعل من تأخيرها للحمل يأثَر تأثيرا سلبيَا على قدرتها على الحمل مستقبلا وبالتالي تقليل فرصة الإنجاب عند الزوجين .
أن لا تطول مدة منع الحمل لفترة طويلة لأنَ نشاط المبيض يقل وتنخفض درجة الخصوبة مع مرور الوقت فتبخل المبايض وقد تصاب بكسل مزمن فتصبح عمليَة الإنجاب صعبة وأحيانا مستحيلة فالزَمن والسن هو العدود اللدود والمحارب الأول للحمل .
توجد مجموعة من الحالات التي يُنصح فيها بإستعجال الحمل والإنجاب وعدم إستعمال وسائل منع الحمل فماهي هذه الحالات؟
رغم أنَه ثبت علميا عدم خطورة موانع الحمل على الإنجاب خاصَة إذا ما إستخدمت لمدَة وجيزة إلاَ أنَ أغلب أطبَاء العقم ينصحون بعدم تناولها أو إستعمالها في الحالات التَالية وذلك تجنَبا لمخاطر العقم وتأخَر الإنجاب، من بين هذه الحالات نذكر:
-وجود إضطرابات هرمونية عند الزوجة في النخامية لذلك يستحسن القيام بالفحص المبكَر قبل أو بعد الزَواج مباشرة لأنَ الغدة النَخامية هي العنصر الرَئيسي والمسؤول الأول عن إفراز الهرمونات الأنثوية في المبايض لذلك ينصح عدم تأجيل الحمل، بل على العكس تماما فكلَما إستعجلت المرأة التي تعاني من كسل في الغدَة النَخامية الحمل كلَما ضعفت إمكانية إصابتها بالعقم أو ضعف الخصوبة في المستقبل.
-ينصح بعدم تناول وسائل منع الحمل أيضا عند المرأة التي تعاني من تكيَس المبايض فلا بدَ لها أن تسرع بالحمل بعد علاج التكيَس مباشرة.
ضرورة التأكَد من نشاط المبيض قبل الشَروع في إستعمال موانع الحمل أي التأكد من وجود أعداد كافية من البويضات، وذلك لأن وظيفة المبيض تضعف مع مرور الزمن والتقدم في السن، وأكبر دليل على صحَة هذه الحقيقة العلمية، حالات نادرة ولكَنها حدثت و لازالت تحدث لنساء إنقطعت عليهن العادة الشَهرية وهن في سن ال 25 و30 سنة فيصبح الحمل مستحيلا في مثل هذه الحالة .