البصر نور الإنسان الذي يقوده طيلة رحلته مع الحياة وليمشي واثقا بين طرقاتها التي مهما كانت مظلمة ومعتمة سرعان ما تنيرها أضواء العيون ، ولقد أطلق رسولنا الكريم صلَى الله عليه وسلَم تسمية “الحبيبتين” على العينين لأنَهما أحب الأعضاء إلى الإنسان وبدونهما يفقد بوصلته فهي التي تريه ما يريد رؤيته من خير فتكون مصدرا لسعادته وتريه ما لا يحب رؤيته فيتجنَبه فتكون مصدرا لسلامته وحمايته .
لذلك فإنَ بعض السَطور لا تكفي للحديث بعمق عن قيمة العيون والبصر في حياة الإنسان ، هذه الأهميَة دفعت بأطبَاء العيون إلى البحث والتَدقيق في مختلف الأمراض التي يمكن أن تصيب العيون وتحرم الإنسان أجمل النعم الإلهية وهي نعمة البصر فكانت زبدة عملهم هو التَوصَل إلى علاجات وأساليب طبيَة وتقنيَة مكَنت العديد من مرضى العيون من إستعادة صحَة هذا العضو الثَمين الذي لا يعوَض “العين ” فظهرت عمليَات وتخصَصات تعالج أمراض العيون المستعصية ومن بين الجراحات التي لقيت رواجا كبيرا في السَنوات الأخيرة ما يعرف في مجال الجراحة العامَة بجراحة المياه البيضاء (الساد) المعروف عند المفهوم العام والشائع بعتمة العدسة.
فماهي خصائص هذه الجراحة؟
تصيب جراحة المياه البيضاء ما يقارب 60 بالمائة من الأشخاص الذين تجاوزوا عمر ال60 سنة ويرجح أطبَاء العيون وخبراء الجراحة العامَة ذلك إلى عوامل كثيرة جلَها مرتبطة بالتقدَم في السنَ إضافة إلى العادات السيَئة التي قد يمارسها الإنسان لسنوات طويلة دون أن يلحظ معدَل الأضرار التي يمكن أن تسبَبها للجسم وتحديدا العيون كالتَعرَض المفرط لأشعَة الشَمس، التَدخين، أمراض وظيفيَة وجهازيَة صعبة …ومع تراكم الأوساخ والمواد الدخيلة على العدسة يتكوَن ما يعرف يالساد “الماء الأبيض الذي يجعل الرؤية مشوشَة وغير واضحة فتصبح جراحة المياه البيضاء ضروريَة لإزالة العدسة المعتَمة وإستبدالها بعدسة جديدة .
قبل البدء بالعمليَة يقوم الجراح وخبراء الطاقم الطبَي بإختيار تقنية التَخدير الملائمة للمريض وغالبا ما يقع إعتماد التَخدير الموضعي خاصَة عند إعتماد التقنيات الحديثة في جراحة المياه البيضاء (الساد ) أهمَها محوَل الأمواج فوق الصوتيَة ، الليزر …إلخ إضافة إلى إعتماد جهاز الشَق الطَولي للضَوء لفحص مختلف مكوَنات العين .
وبعد إخراج المياه البيضاء وشفط العدسة المتضرَرة يزرع الجراح العدسة الجديدة التي سرعان ما تتأقلم مع العين التي تستأنف عملها الوظيفي بشكل طبيعي دون أية مضاعفات .
ملاحظة : لا تتطلَب جراحة المياه البيضاء إقامة إستشفائيَة طويلة لذلك يمكن للمريض مغادرة المصحَة في نفس يوم العمليَة إذا أراد ذلك وما لم تسجَل أية مضاعفات مقلقة .
وفيما يخصَ الألم نادرا ما يشعر المريض بالألم بعد هذه العمليَة وإن حدث ذلك فإنَها تكون قليلة جدَا وسرعان ما تختفي ولكن في أغلب الحالات يكون الألم منعدما تماما .