هل حاولت يوما أن تسأل نفسك كم سيكون مؤلما لو أنَ طبيبك المباشر قام بإعلامك بأنَك مريض بمرض سرطاني خطير وبأنَ أيَامك باتت معدودة ولم يتبقَى لك الكثير لتعيشه؟ هل تخيَلت يوما معنى المعاناة النَفسيَة ووطأة الألم الذي يعيشه مريض (ة) السَرطان عندما يتخلَى عنه أقرب النَاس إليه بسبب مرضه وهو في أمسَ الحاجة إليهم؟ أو هل عندك فكرة عن حجم الأوجاع التي يسبَبها العلاج الكيميائي الذي يعمل على تدمير الخلايا السرطانيَة وآثاره القويَة على الجسد، البشرة والشَعر … هذه التجربة القاسية جعلت الأطبَاء يلقَبون السَرطان بمرض العصر القاتل لأنَه يعلمون جيَدا ما يمر به مرضى السَرطان أثناء حربهم الضارية ضدَه خاصَة وأنَ العلاجات المتوفَرة للقضاء على هذه الآفة قاسية وصعبة التحمَل ولأنَ من واجبنا مساعدتهم ودعمهم في رحلة كفاحهم هذه إختار مجموعة من الخبراء تقديم 5 نصائح تساعدكم في عمليَة دعم مريض السرطان .
5 نصائح لمساعدة شخص قريب يعاني من السَرطان:
1 كن موجودا بلين: أي يمكنك مرافقته في زياراته الإستشاريَة والعلاجيَة دون أن تفرض عليه ذلك وعند إقاماته الإستشفائيَة قم بزيارته (ها ) من حين لآخر ، وبعد عودته إلى المنزل أيضا، فعلاج السَرطان متعب ومجهد لذلك يمكنك دعمه معنويَا وجسديَا من خلال السهر على خدمته ، جلب بعض الهدايا البسيطة أو شراء حلويَات يحبَذها المريض كالبسكويت الخفيف ، الشاي وغيرها من الأشياء التي قد تسعده وتشعره (ها ) بإهتمامك به .
2 إقترح المساعدة : إذا كان المريض وحيدا وليس له من يساعده يمكنك عرض مساعدتك عليه كالتسوَق وإقتناء مشترياته اليوميَة ، شراء أدويته من الصيدليَة ، الإعتناء بحيوانه الأليف ، تنظيف المنزل ، إخراج أكياس الزبالة الذهاب بدلا منه لإحضار التحاليل الطبيَة من المختبر فهذه الواجبات التي قد تبدو لك بسيطة وعاديَة تصعب على مريض السَرطان الذي يكون منهكا من آثار العلاج الكيميائي و شراسة المرض في نفس الوقت فيجد صعوبة في القيام بها وبمجرَد أن يجد من يدعمه ويساعده ولو في أصغر المسؤوليَات سترفع معنوياته وتشتدَ قدرته على تحمَل المزيد .
3 قم بدعوته : فدعوة المريض إلى حدث مميز وممتع من شأنها أن تخرجه من دائرة المرض واليأس وسيجدد ذلك طاقته الإيجابيَة ويعزز قدرة المواجهة لديه كالخروج إلى العشاء ، مشاهدة مسرحية مضحكة ، نزهة بمكان طبيعي جميل للتأملَ في خلق الله أو تنظيم أمسيات جميلة مع الأصدقاء وجميع أفرد العائلة ليشعر المريض بأنه محاط بأشخاص يحبَونه وأنَه ليس بمفرده في هذه التجربة .
4 تجنَب العبارات الجارحة والمخيفة : فكلمة أو معلومة تظنَها أنت عابرة إلاَ أنَها قد تؤثَر بشدَة على مريض السرطان مثال :” لوكنت مكانك لما فعلت كذا ” فمثل هذه العبارات قد تشعره بأنه مقصر في حق نفسه وأنه ضعيف أمام المرض ، كما يجب تجنَب الحديث عن تجارب سلبيَة وفاشلة عن السرطان ،مثال ” كانت لي صديقة ماتت بنفس هذا المرض أو النَجاة من السرطان صعبة ….إلخ فهذه الكلمات قد تقسمه نصفين وتحبَط من عزيمته.
5 التَظاهر بالسعادة والإيجابيَة : أي حتى وإن لم تكن في مزاج جيَد حاول أن لا تشعر مريض السَرطان بذلك لأنَ ما فيه يكفيه فكما يقال أنَ السَعادة معدية فإنَ الحزن له نفس التأثير فلا داعي لتمرير الموجات السلبيَة إليه لأنَ ذلك يضعف مناعته تجاه المرض خاصَة وأنَ آلام السرطان والعلاج تضعه في مزاج سيء وقاتم فلا ترهق كاهله بأحزانك .
إنَ السَرطان لا يطال المريض فقط إنَما الأشخاص الذين يحيطونه أيضا لذلك يجب أن يحاول هؤلاء تجنَب إظهار فزعهم أو توتَرهم أمام المريض لأنَه يكون في أمس الحاجة إلى الدعم والتشجيع وعلى كافَة المستويات (النفسية ، المادية ، الجسديَة ) لأنَ مثل هذه التَفاصيل والمواقف الصغيرة من شأنها أن تحدث الفارق عند مريض السرطان خاصَة وأنَ الدراسات والتجارب أثبتت أنَ الأشخاص الذين يتمكَنون من القضاء على هذا المرض والعودة إلى الحياة من جديد هم الذين تلقوا الدَعم الكافي من الأقارب والأصدقاء والأشخاص المحيطين بهم وخير دليل على مدى إيجابيَة هذه الأمور هو أنَ أغلب المرضى الذين نجوا من هذه الآفة قد كوَنوا جمعيات تدعم مرضى السرطان.
إذا المساعدة التي تلقوها في رحلة كفاحهم ضدَ المرض كانت سببا في حثَهم على مساعدة الآخرين بعد الشَفاء فمن يجد المساعدة والدعم اليوم يكون قادرا على تقديم المساعدة لغيره غدا ، كما يجب التذكير بأنَ مرض السَرطان كعابر السبيل الشرير الذي لا يستأذن ويمكن أن يطرق باب أي أحد فينا فإعتني بغيرك وإرحمه كي تجد من يعتني بك وكما جاء في الأثر ” النَّاسُ مُبْتَلًى وَمُعَافًى فَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ وَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَة”
ملاحظة : هذه النَصائح لا تخص أصدقاء أو أقارب المريض فقط إنَما الأشخاص الذين يرغبون في مساعدة الآخرين وفي مساعدة مرضى السَرطان ولو بالقليل 🙂