هو شهر نعشقه ونهيم حبَا في روائحه التي تعبق في أرجاء تونسنا الحبيبة ، فمن لا يحن إلى جمعة العائلة على طاولة الإفطار قبل أذان المغرب ،ومن لا يتذكَر دوي المدفع الذي ينبئنا بحلول موعد الإفطار، ومن لا تستهويه سهرات المالوف في أروقة المدينة العتيقة ،وجمال صلاة التراويح وعبق رائحة البخور من المنازل ،ذلك هو رمضان شهر الرَحمة ،الود والتواصل ولأنَ الصيام سنة الله التي أنعم بها علينا لما فيه من فوائد على الجسم والصحَة لا بدَ من الإستعداد له على أتم وجه كي لا تتفاجئ أبداننا به خاصَة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو مستعصية ،يجب عليهم إستشارة الطبيب المختص والعمل بإرشاداته وإتباع تعليماته ليتحقق أجر هذا الشَهر الفضيل بعيدا عن الحزن والأمراض والمفاجآت السيئة ولهذا السبب بالتحديد سعت مجموعة من الأطبَاء إلى تقديم قائمة من النصائح البسيطة والعمليَة لصيام رمضان و الإستمتاع بنفحاته في أحسن الظروف .
قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم” صوموا تصحوا” أي للصيام فوائد صحيَة كثيرة ولكن يجب مراعاة صحَة المريض وحالته فليست كل الأمراض تتحمَل مشقَة الصيام، لذلك يجب على كل مريض أن يعرف الطريقة المثاليَة للتعامل مع الأمراض والعلاجات خلال هذا الشهر خاصَة إذا كان قد خضع مؤخرا لإحدى الجراحات العامَة أو العلاجات الدقيقة ومن أبرز هذه القواعد :
- التقليل من كميَة الطعام المتناولة في اليوم وذلك قبل حلول الشهر بأيَام خاصَة وأنَ أوقات الأكل في رمضان تتغيَر بشكل مفاجئ فتتغيَر الساعة البيولوجية أيضا ومع تعدد الأطعمة وإختلاف المكوَنات قد تحدث بعض الإضطرابات الهضمية.
وحسب دراسة حديثة أجريت في الغرض تبيَن أنَ الشعور بالجوع والعطش وقلة النوم والانقطاع المفاجئ عن الكافيين والنيكوتين هي التي تقف وراء الشَعور بالضعف، الإعياء والصداع الذي يصيب عددا لا يستهان به من الصائمين خاصَة في الأيَام الأولى من شهر رمضان.
- تهيئة الساعة البيولوجية للصيام قبل حلول الشَهر بأيَام عن طريق الاستيقاظ مبكرا إضافة إلى النَوم لفترة قصيرة أثناء النَهار.
- تجنَب الأغذية المالحة مثل الزيتون، اللحوم المدخنة، القديد …، لانها تزيد من حاجة الجسم الى الماء وتعرضه للجفاف.
- الإكثار من شرب الماء فعلميَا يشكَل الماء ما يقارب 85% من وزن الدماغ لذلك لا بد من شرب كمية كافية منه خاصَة بين وجبة الافطار ووجبة السحور تجنَبا للجفاف وأعراضه.
أمراض تتطلَب الرعاية في رمضان
السَكري : غالبا ما ينصح الطبيب مرضى السكري المزمن بالإفطار في رمضان ولكن لكل حالة وضعها الخاص فهناك أشخاص يجدون القوَة والإستطاعة لصيامه لذلك يجب على هؤلاء تعويد الجسم، قبل رمضان، على إستهلاك وجبات متوازنة توفر الطاقة للجسم لفترات طويلة،وتفاديا لخطر الهبوط الحاد للسكر أثناء النهار رغم أنَ الأفضل خاصَة لمريض السكري من النوع الأول الإفطار ولكن إذا أصر على ذلك لا بد له من الإنتباه الشديد لأعراض إنخفاض أو إرتفاع السكر أمَا مريض السكر البسيط فقد يكون الصيام مفيد له لأنَ الطعام المتوازن والصحي يعمل على إعادة السكر إلى المعدَل الطبيعى.
أمراض الجهاز الهضمي والكبد : يؤكَد أطبَاء المعدة وخبراء جراحة الجهاز الهضمي وجود أمراض هضميَة لا تتحمَل صيام رمضان كمرضى قرحة الاثنى عشر لأنَ هؤلاء في حاجة دائمة إلى أطعمة معيَنة للتقليل من نسبة الحامض التي ترتفع مع الجوع والجوع فتتصادم ا لقرحة بالحامض فيزداد وضع المريض صعوبة .
الالتهاب الكبدى المزمن (التليف الشديد فى الكبد):عند الصيام تستهلك الكبد الطاقة فتضعف وظائفها وهؤلاء يجدون صعوبة كبيرة في صيام رمضان .
التدخين والصيام في رمضان
الإقلاع عن التدخين : تشير أغلب الدراسات إضافة إلى حالات الوفاة الناتجة عن الجلطات القلبية المفاجئة إلى جانب الأمراض القلبيَة الأخرى أنَ التَدخين من الأسباب المباشرة لوقوع هذه المآسي لذلك فإنَ صيام رمضان فرصة لا تعوَض للإقلاع عن التَدخين ولكن الانقطاع المفاجئ عن النيكوتين قد يحدث بعض المشاكل والإضطرابات لذلك ينصح بمحاولة اللإقلاع قبل حلول شهر رمضان وذلك من خلال التقليل تدريجيَا من عدد السجائر .
ووفق معلومات صادرة عن منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن الصوم له فوائد صحيَة عديدة على بعض الأمراض المزمنة كالسكري ،أمراض القلب والرئتين ،أمراض الصدر والرئتين ،مع ضرورة الأخذ بعين الإعتبار أنَ لكل حالة وضعها وتعاليمها الخاصَة بها ولهذا السبب بالتحديد الإستشارة الطبيَة المختصَة ضروريَة قبل صوم رمضان فتوفر قواعد السلامة الصحية التي تنهى الإنسان عن إلقاء نفسه إلى التهلكة تضمن سلامته الجسديةوالرَوحيَة، لذلك فإنَ مناقشة الأمر مع الطبيب المختص والمباشر والعمل بنصائحه هو الحل الأفضل 😉