من الصَعب أن يعيش المرء حياته دون أن يقابله شخص من بعيد أو من قريب يعاني من آثار مرض البهاق ورغم أنَ الأطبَاء والخبراء لا يصنَفونه ضمن الأمراض الخطيرة إلاَ أنَه يسبَب أضرارا نفسيَة عميقة على الإنسان المصاب به فالمعاناة النَفسيَة التي يفرضها هذا المرض تفوق المعاناة الجسديَة لأنَه يجعل المريض يعيش حياة إجتماعيَة فقيرة إن لم نقل شبه منعدمة لبشاعة علامات البهاق على الجلد وهو أمر قد لا يلقى التفهمَ من قبل الآخرين فيظهرون نفورهم واشمئزازهم أمام المريض فيزيد هذا الأمر شعوره بالضيق والرغبة في الإنعزال عن المجتمع فيفقد تدريجيا كل مظهر من مظاهر التواصل الإجتماعى مع الناس وهذا ما دفع بالعديد من الأطبَاء والعلماء بالبحث عن حلول علاجيَة تكافح البهاق وتحد من أضراره الجلديَة والنَفسيَة فكيف ذلك ؟
أنواع البهاق
يقول الدَكتور جرايمز بيرل، طبيب مختص و استشارى في الأمراض الجلدية، أنَ البهاق يظهر عند حدوث خلل خلايا الجلد الصبغية و يؤدى الى تغير لونها وشكلها بشكل عام وهي ردَة فعل يحدثها الجلد عند إصابة الإنسان بنقص حاد في إنتاج خلايا الميلانين أو صبغة الجلد ، فيظهر هذا الخلل في شكل بقع بيضاء متفاوتة الحجم والتوسَع وهذا ما جعل أطبَاء الجلد وخبراء الإختصاص يصنَفون البهاق إلى ثلاثة أنواع وهي تصنيفات رتَبت حسب مستوى تطوَر بقع البهاق ومساحة إنتشارها في الجسم وهي :
البهاق الموضعي
وهو البهاق الذي يظهر على مستوى رقعة واحدة أو أكثر (نقطة واحدة أو عدة نقاط ) ولكن في منطقة واحدة من الجسم ولا يتوسَع أكثر من ذلك فيكون الضرر في موضع واحد فقط.
البهاق العام
عندما تنتشر بقع البهاق على مساحة أكبر أي بأكثر من منطقة من الجسم (عامَة الجسم )
البهاق الشامل
وهو الذي تكتسح فيه البقع البهاقيَة جميع مناطق الجسم بشكل غير طبيعي وتواصل إنتشارها إلى درجة تجعل بعض المصابين يلاحظون إنتشارها وظهور بقع أخرى (جديدة) في الجسم (هذا النَوع نادر ) .
الطرق المعتمدة لعلاج البهاق
يجمع أطبَاء الأمراض الجلديَة أنَه لا يمكن التَخلَص من هذا الخلل الجلدي عن طريق إستعمال بعض المراهم أو العلاجات الطبيَة الموضعيَة فقط خاصَة إذا كان البهاق من النَوع من العام أو الشامل لذلك عمل الخبراء في السَنوات الأخيرة على تطوير الطرق العلاجيَة ومن بين الطَرق الحديثة المعتمدة اليوم والمنصوح بها من قبل أطباء الأمراض الجلديَة وحتَى خبراء التَجميل نذكر:
علاج حقن البهاق الفوري : يؤكَد الأطبَاء أنَ هذه الطَريقة عالجت حالات عديدة ويقوم هذا العلاج على مبدأ زرع خلايا صبغيَة جديدة تحت الجلد لتحقيق التَوازن اللوني المطلوب .
تناول العقاقير الطبيَة والأدوية الجلدية (حالات البهاق البسيطة):
الأدوية الجلديَة القائمة على الكورتيزون (أثبتت دراسات حديثة أنَ إستعمال الكورتيزون يعطي نتائج أفضل مع البشرة الداكنة).
الأدويةالمضادة للمناعة (كريمات طبيَة ):
وهي مستحضرات طبيَة تستعمل لإضعاف الاستجابة المناعية للبقع ووقف إنتشارها وذلك لإسترجاع نسبة من تركيز الميلانين المفقود.
علاج البهاق عن طريق الليزر:
لا يخفى عن العقول المتدبَرة في هذه المسالة أنَ الليزر اليوم أصبح في صدارة العلاجات المعتمدة خاصَة في مجال طب التَجميل الترميمي والتصحيحي حيث أثبتت التجارب والحالات قدرة هذه التَقنية على علاج العديد من الأمراض الجلدية ومن ضمنها البهاق حيث يعتمد جهاز ليزر الإكزيمر لعلاجه ولكنَ هذه النَجاعة تكون مؤكَدة خاصَة في حالات البهاق البسيط أي عندما تكون البقع المنتشرة صغيرة.
وحسب إحصائيات شاملة نشرتها أغلب المواقع الطبيَة والتَقارير الملمَة بهذا الموضوع فإنَ الليزر يمكَن من علاج ما يقارب 70% من الحالات ، ولكن لا بدَ من التَذكير أنَ أغلب الحالات النَاجحة سجلَت عند إستخدام الليزر على الوجه بينما كانت النَسب أقل عندما تمَ إستعماله على القدمين واليدين .
ورغم تعدَد الطرق العلاجيَة للحدَ من علامات البهاق أو القضاء عليه تماما إلاَ انَ نسبة الإستجابة لهذه الطَرق العلاجيَة تختلف من شخص لآخر وتبقى الخطَة الأوليَة الضروريَة في العلاج هي إستشارة مختص وخبير في الأمراض الجلديَة الذي من شأنه تقييم الحالة ومستوى إنتشار البهاق في الجسم لتحديد العلاج المناسب للحالة سواء كان تجميلي أو طبَي.