يقول الله عز وجل في كتابه الكريم ” لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ” ولأنَ الأقدار تسيرنا ولا حول لنا فيها ولا قوَة يبتلي الله عز وجلَ عباده ليختبر صبرهم وصدقهم و درجة إيمانهم به وبقدره خيره وشرَه فيجعلهم يعيشون تجارب وأحداث له فيها حكمة لا يعلمها غيره ،لذلك لم يكن الأمر بيد الزوج أو الزوجة بل بيد الخالق الذي كتب على بعض عباده أن يصابوا بالعقم وبتأخَر الإنجاب وهي ظاهرة أصبحت شائعة بشكل كبير في عصرنا الحالي ،لكن الله قادر على رفع البلاء و تغيير القضاء إذا إستجابت هذه الإرادة الإلهيَة لصبر وسعي الإنسان وقد نجح العديد من العلماء والأطبَاء في إبتكار و تطوير تقنيات ووسائل طبيَة مساعدة على الإنجاب تعرف اليوم بنجاعتها الفائقة وقدرتها المميَزة التي ساهمت وبشكل كبير في دعم و مساعدة العديد من الأزواج من أجل تحقيق حلم الأمومة والأبوَة وكسر عالم الصمت والألم الذي عانوا منه لسنوات طويلة والتي كانت مليئة بالشَوق والحرمان.
في الماضي، كانت مشكلة العقم وتأخَر الإنجاب ترمى على عاتق المرأة لوحدها فقد وصل الحد ببعض العقول إلى تطليق المرأة التي لم تنجب بعد مرور شهور قليلة من الزَواج فتدمَر أسرة بأكملها بسبب أحكام مسبقة وأفكار تقليديَة مجمَدة فظهرت تقنيات وفحوصات قلبت جميع المفاهيم والموازين حيث تبيَن أنَ الرجل يصاب بالعقم أيضا و أنَ العيب ليس دائما من المرأة وبعد تدقيق ودراسات وبحوث طويلة في الغرض تغيَرت الفكرة القديمة المكوَنة عن العقم وأخرجت المرأة من قفص الإتهام الذي أسرت فيه لعصور طويلة.
فاليوم يكفي أن يخضع الأزواج إلى فحوصات طبيَة ومخبريَة معيَنة ليتم تحديد الأسباب ومعرفة الطرف المسؤول عن مشكل العقم وتأخَر الإنجاب وهذا أمر سهَله ظهور تقنيات الإنجاب بمساعدة طبيَة على غرار عمليَة طفل الأنبوب، التلقيح المجهري التي دفعت بالخبراء إلى إبتكار تقنيات وفحوصات حديثة تعمل على تحليل وكشف الأسباب والعوامل المسبَة للعقم النسبي أو التَام ومن أفضل الوسائل الطبيَة والتحليليَة الحديثة نذكر ما يعرف اليوم في الطب بتقنية خزعة الخصية (عيَنة الخصية) فما هو هذا الإجراء ومتى يتمَ اللَجوء إليه ؟
ماهي تقنية خزعة الخصية؟
بعد أن كشفت البحوث والدراسات أنَ الرَجل لا يختلف عن المرأة في مشكل العقم وأنَه قد يعاني من مشاكل مرضيَة ومن إضطرابات مختلفة تمنعه من الإنجاب إعتمد الخبراء تقنيات ووسائل مختلفة للكشف عن هذه العوائق وتقنية خزعة الخصية تعتبر اليوم من أنجع وأفضل التقنيات للحصول على تشخيص دقيق يشمل جميع عناصر وزوايا خصوبة الرجل ووضعه الصحي والجنسي بشكل عام حيث تمكَن هذه التقنية من الحصول على عينات من الحيوانات المنويَة لأغراض مختلف (علاج العقم ، التلقيح الإصطناعي ، علاج الأمراض العضوية والتناسليَة عند الرجل…إلخ ) .
متى تعتمد تقنية خزعة الخصية؟
عدم وجود حيوانات منوية بالسائل المنوي
حسب معلومات طبيَة موثَقة نشرها الموقع الطبَي الشَهير ” جنين” فإنَ خلو السَائل المنوي من الحيوانات المنويَة لا يقطع الأمل في العلاج خاصَة وأنَ تقنية خزعة الخصية لإستخلاص الحيوانات المنويَة تمكَن من تجاوز هذا العائق وللتذكير فإنَ نسبة نجاح عمليَة الحقن المجهري أو طفل الأنبوب التي تتم عن طريق الحيوانات المنويَة المستخرجة من الخصية لا تقل نجاعة عن النسب المتحصَل عليها بإستخدام الحيوانات المنويَة الموجودة في السَائل المنوي.
حالات إنسداد الأنابيب الموصلة للحيوانات المنوية
وفي مثل هذه الحالات تصبح تقنية أخذ عينة الخصية أمرا ضروريَا لأنَ المشكلة لا تكمن في مكان إنتاج الحيوانات المنويَة المتمثَل في الخصية إنَما في إنسداد القناة الموصلة للحيوانات المنويَة فيقوم الخبير أو المختص بسحب الحيوانات المنويَة من البربخ لإستخدامها في الحقن المجهري ومختلف التَقنيات الأخرى التَابعة لمجال الإخصاب الإصطناعي والمساعدة على الإنجاب عموما .
أين تجرى هذه العمليَة؟
غالبا ، يتمَ إجراء هذه التَقنية في المركز الخاص بتقنيات الحقن المجهري والإخصاب الإصطناعي أو بالمصحَات والعيادات الحديثة المجهزَة بأقسام مختصة في التلقيح الإصطناعي لأنَ مثل هذه الفضاءات تتوفَر فيها تقنيات التجميد خاصَة في الحالات التي تكون فيها الحيوانات المنويَة شبه منعدمة عند الرَجل أو قليلة فقد تكون هذه العينات آخر ما يوجد من حيوانات منويَة عند الزَوج.
أحصل على موعد بدون إلتزام