كثيرون رحلوا عنَا وفارقونا لأسباب مختلفة ولو كان الأمر بيدهم لما تركونا نرثيهم مع الذكريات التي لا تموت وهذا المرض أيضا قطف العديد من الزَهور التي لم تطرح رحيقها بعد لأنَه لا يستثني أحدا فضحاياه من أغلب الفئات العمريَة أطفال ، شباب كبار في السن وهو غني عن التَعريف لأنَه أصبح مرض العصر إنَه السَرطان وتحديدا سرطان الدم ما يعرف “باللَوكيميا ” وهو نوع من سرطانات الخلايا الدَمويَة المنتجة لخلايا الدم كنخاع العظم ، ورغم أنَ نسبة الشَفاء من هذا المرض عرفت إرتفاعا كبيرا في السَنوات الأخيرة (حوالي 48 % من الشباب و13 % عند المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و69 سنة ) إلاَ أنَه لا يزال يفطر القلوب ويفتك بأرواح العديد من الأشخاص فما هو التَعريف الطبَي لسرطان الدم خصائصه ، أسبابه ، أعراضه ، ومختلف الطرق التشخيصيَة والعلاجيَة المعتمدة في مواجهة هذا المرض ؟
حسب معلومات ثابتة عن أطباء الأورام السرطانيَة وتحديدا خبراء علاج سرطان الدم فإنَ هذا النَوع من السَرطانات يظهر كالآتي:
عندما يكون الجسم سليما وخاليا من المشاكل الصحيَة والمرضيَة تنشأ خلايا الدم داخل النَخاع العظمي بإعتبارها خلايا جذعيَة وبعد نضوجها تشكَل أنواعا مختلفة من الخلايا الدَمويَة والتي تشمل خلايا الدَم الحمراء ، خلايا دم بيضاء أو الصَفائح ) ثمَ تنتقل إلى مجرى الدَم، في حين يفتقد الأشخاص اللذين يعانون من سرطان في الدم إلى هذا النَظام الوظيفي الطَبيعي الخاص بهذه الخلايا حيث ينتج نخاع العظم العديد من خلايا الدم البيضاء الدَخيلة التي تتسرَب إلى مجرى الدَم وتبدأ بمهاجمة خلايا الدم الطَبيعية ومزاحمتها لمنعها من مواصلة دورها الوظيفي والحيوي بشكل سليم ومتوازن .
خصائص سرطان الدَم
ويعتبر مرض سرطان الدَم من الآفات السَرطانيَة المتنوَعة حيث يحتوي على أنواع مختلفة ولكنَ جلَها قد يكون حادَا أو مزمنا ولكلَ نوع خصائص معيَنة :
سرطان الدم الحاد La leucémie aiguë: وهو سرطان سريع التَفاقم وشديد الخطورة حيث يقع إنتاج أعداد هائلة من خلايا الدم البيضاء التي تكون غير ناضجة وتهدد حياة المريض لدرجة كبيرة لأنَها تجعل الجسم ضعيفا ومنهزما وظيفيَا.
ويحتوي سرطان الدم الحاد بدوره على نوعان وهما:
- سرطان الدم الليمفاوي الحاد
- سرطان الدم النقياني الحاد
سرطان الدم المزمن La leucémie chronique: يختلف هذا النَوع عن سرطان الدَم الحاد حيث يتفاقم وينمو ببطء وبشكل تدريجي وإنَ أسوء ما في هذا النَوع هو تأخَر ظهور الأعراض وصعوبة التَفطَن إليها لذلك غالبا ما يقع إكتشاف هذا المرض أثناء القيام بالفحص الرَوتيني .
وكما هو الحال بالنَسبة لسرطان الدم الحاد فإنَ سرطان الدم المزمن له نوعان رئيسيان أيضا وهما:
- سرطان الدم الليمفاوي المزمن
- سرطان الدم النقياني المزمن
كما يوجد نوع نادر من سرطان دم وهو ما يسمَى بسرطان دم الخلية الشعرية الذي يستهدف غالبا كبار السن والرَجال (يصيب الرَجال أكثر من النَساء).
أسباب سرطان الدم
وعن أسباب سرطان الدَم يرى رئيس قسم أبحاث يعنى بالأمراض السرطانيَة ومختصَ في دراسة سرطان الدَم أنَ أسباب ظهور هذه الآفة غير محدَدة أي لا توجد أسباب ثابتة إنَما توجد عوامل تبيَن أنَها تزيد من إمكانيَة الإصابة بسرطان الدم أهمَها:
- التَدخين
- أضرار الأشعة (أي عند التَعرَض لدرجات عالية من الأشعة)
- التَعرَض للمواد الكيمياوية بكثرة التي نجدها في مجال الصَناعات الكيميائيَة
- ظهور المرض في إطار الآثار الجانبيَة التي قد تسببها بعض العلاجات الكيميائيَة
- أمراض معيَنة كمتلازمة خلل التنسَج النَقوي فالأشخاص الذين يعانون من هذا المرض هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الدم النَقياني الحاد.
أعراض سرطان الدم
- الإرهاق والشَعور بالتَعب
- فقدان الشَهية
- فقدان الوزن
- ظهور النزيف والكدمات
- الإصابة بأنواع متعددة من العدوى
- التَعرق بلا سبب خاصَة في الليل
- إضطرابات بطنيَة إضافة إلى مشكل الإنتفاخ
- نزيف في اللثَة …
وتعتبر هذه الأعراض عامَة حيث وقع تسجيلها عند أغلب مرضى سرطان الدم ولكن يجدر بنا التَذكير اَن بعض الحالات قد لا تعاني من هذه الأعراض أو بعضها لذلك فإنَ أفضل طريقة لتجنَب أي خطر هو الفحص الدوري والمنتظم الذي يساعد على التشَخيص المبكَر لهذا المرض.
الطَرق المعتمدة لعلاج سرطان الدم
أمَا المشوار العلاجي لهذا المرض فيبدأ بمرحلة التَشخيص التي يقع فيها إجراء الفحوصات الضروريَة لكشف معالم المرض (فحوصات الدم ) :
- تعداد الدم الكامل
- فحص الكلى (وظائف الكلى )
- الكبد
- فحص مستوى حامض اليوريك
- فحص مسحة الدم المجهري
- فحص النخاع (نخاع العظم )
إلى جانب عدد آخر من الفحوصات الكاملة والشَاملة التي من شأنها الكشف عن آثار الخلايا السَرطانيَة في الجسم ومختلف العيوب والمشاكل التي يمكن أن تصاحب هذا المرض.
وبعد مرحلة التشَخيص يقع إختيار الخطة العلاجيَة المناسبة لكل حالة (حسب عمر المريض، وضعه الصحَي، مستوى تفاقم المرض …)
غالبا ما ينحصر العلاج ضمن تقنيات وطرق علاجيَة معيَنة أهمَها:
- العلاج الكيمائيي والإشعاعي
- زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية وغيرها من الأدوية العلاجية التي يقع تحديدها حسب وضع الحالة
- الجراحة: ففي بعض الحالات النَادرة (علاج سرطان دم الخليَة الشَعرية) يمكن أن يجري المختص جراحة لإزالة الطحال خاصَة إذا كان متضخَما وهو إجراء قد يقع اللجوء إليه في الحالات التي تعاني من سرطان الدم الليمفاوي المزمن وسرطان دم الخلية الشعرية.
و يؤكَد الدَكتور جيمس فيريرا ظهور علاج جديد لسرطان الدم يعرف باسم خلايا (كار تي) المتمثَل في إستخراج خلايا “تي ” من جهاز المناعة الخاصَ بالمريض وتعديلها وإعادة حقنها في المريض مرَة أخرى بعد أن تمَ تهيئتها وتعديلها لدعم قدرتها الوقائيَة والقتالية للتَخلَص من الخلايا السَرطانيَ.