إنَ أخطر ما في أمراض القلب أنَ أزماتها ونوباتها المميتة غالبا ما تكون مفاجئة وغير متوقَعة لذلك فإنَ مريض القلب لا بدَ له أن يلتزم بالقواعد والنَظم الصحيَة التي يضبطها الطَبيب ومع حلول شهر الصيام رمضان المبارك ، نجد أنَ عدد لا يستهان به من مرضى القلب يحاولون صومه رغم معاناتهم من أمراض صعبة ومميتة فالله عز وجل ذكر في قرآنه الكريم أنه ” لا يكلَف الله نفسا إلاَ وسعها” أي لا يكلف أحداً فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم ، ودليل واضح على تكريم الله للإنسان والصحَة من أغلى وأثمن النعم التي منَى بها الله علينا لذلك على المريض حفظ هذه الأمانة وعدم تعريضها للخطر ، ورغم أنَ للصيام فوائد كثيرة تساهم في تحقيق الإتزان الصحَي للجسم وللقلب أيضا ودرء مخاطر الأمراض إلاَ أنَه غير منصوح به في حالات معيَنة أي للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب المستعصية التي تزداد تعقيدا وخطورة في صورة إمتناع المريض عن الأكل والشَرب فماهي الأمراض القلبيَة التي لا تتماشى مع الصيام وماهي المضاعفات القلبيَة الخطيرة التي يمكن أن تحدث بسبب ذلك ؟
طبيَا وحسب معلومات ثابتة وصادرة عن أطبَاء وخبراء في علاج الأمراض القلبيَة لا يؤثر الصيَام بصفة سلبية على مرضى القلب الذين يتمتعون بحالة صحيَة مستقرة، أي الذين لا يعانون من الأعراض القلبيَة المقلقة والمتكررة كآلام الصدر أو عدم القدرة على التنفَس، ففي أغلب الأحوال يكون الصيام مفيدا وصحيَا لمثل هذه الحالات لأنَه يعمل على تقليل كميات الطعام الذي يقع إستهلاكه ، وعلى إضعاف مخاطر التَدخين على القلب (إقلاع بعض مرضى القلب عن التدخين في شهر رمضان ) كما يساهم الصيام في إنقاص حدَة التوتَرات العصبيَة التي تؤثر سلبا على القلب وإبعاد المخاطر العامة الناجمة عن أمراض القلب ولكن ورغم كل هذه الإيجابيات هناك فئات من مرضى القلب يجب عليهم تجنَب الصوم لأسباب صحية، أهمَها :
- الآلام المزمنة و المتكررة في الصدر.
- مريض قصور القلب الإحتشائي الذي يعاني من التعب الشديد مع ضيق التنفس فيكون بذلك في حاجة متواصلة ومستمرَة إلى تناول مدرات البول
- لا يمكن لمرضى الأزمة القلبية الصوم خلال الأسابيع الستة التي تعقب حدوث هذه الأزمة.
- وعادة لا يمكن لمرضى جراحات القلب أيضا الصوم خلال الأسابيع الستة التي تعقب إجراء الجراحة.
- مرضى الالتهاب الشديد للصمامات أو ما يعرف بالتضيَق .
- المرضى الذين يحتاجون إلى تعاطي أدوية تخثر الدم كالوارفارين.
- مرضى القلب الذين يعانون من عدم الإنتظام الخبيث لضربات القلب والذي يتطلب العلاج المستمر والدائم بالأدوية .
- المرضى الذين يعانون من الأمراض القلبيَةالتي تتطلَب الإقامة الإستشفائيَة المستمرَة أي البقاء تحت الملاحظة الطبيَة المختصَة بالمستشفى أو المصحَة.
ومع هذه الموانع يؤكَد أطباء القلب أن كميَات الأكل يجب أن تكون صغيرة ومقسَمة على أربع مراحل طيلة اليوم عوضا عن تناول وجبتين كبيرتين خلال هذا الشَهر الكريم مع المداومة على ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي ولو لفترة قصيرة،ورغم إنتشار فكرة التخوف من أداء التمارين الرياضية مع أمراض القلب إلاَ أنَ الحقيقة غير ذلك تماما ، حيث أثبتت الدراسات الحديثة أنَ الحرص على القيام ببعض التَمارين الرَياضيَة البسيطة و والغير مجهدة تقوَي عضلة القلب وتزيد من قدرتها على أداء وظيفتها في ضخ الدم وبالتالي حماية القلب والشرايين من المخاطر المحتملة خاصَة وأنَ الكسل والخمول يؤديان إلى ارتفاع تراكم الكولسترول الضار على الجسم و الجدار الداخلي للشرايين والأوعية الدموية، وهذا ما يرفع من خطر الأمراض مثل الجلطات وتصلب الشرايين و أمراض الأوعية الدموية لذلك فإنَ الرياضة مناسبة للمريض في هذه الحالة .
كمايجب تجنَب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والأملاح وعدم الإفراط في تناول السوائل التي تحدث صعوبة في التنفس والشعو بالتضيق و عدم الرَاحة .
مضاعفات أمرض القلب
- فشل القلب وعدم قدرته على ضخ الدم
- السكتة الدماغية التي تنتج عند إنقطاع الدم عن جزء من الدماغ، فتموت الخلايا الدماغية فينجر عن ذلك الشلل أو الموت.
- السكتة القلبية المفاجئة التي تحدث عند وقع خلل وظيفي بالقلب بسبب إضطراب بالإشارات الكهربائية التي تنظم عملية ضخ الدم في القلب وهي من الحالات القاتلة أيضا
يبقى الحل المثالي والأفضل للوقاية من خطر الأزمات القلبيَة هو الإلتزام بنصائح وإرشادات الطبيب فإذا كان الصيام مفيدا لوضح المريض فلا بأس في ذلك أمَا إذا أكَد الطبيب خطورة ذلك على المرض القلبي الذي يعاني منه الشخص فلا بد من الإلتزام بالقواعد الصحيَة المنصَة بذلك تجنَبا للمفاجآت الصحيَة والقلبيَة الغير سارة خاصَة وأنَ رمضان هو شهر المحبَة ، السلام والطمأنينة فليعش كل منَا جمال أيَامه ولياليه بعيدا عن الحزن والفقدان 🙂