يقول الفيلسوف سقراط “إنَ ثمار الحكمة السلامة وثمار الذَهب الألم والتعب” والحكمة أيضا أن نتعامل مع الألم على أنَه نتيجة واقعيَة لماضي متعب ومجهد فالمتأمَل في الوضع الصحَي لكبار السنَ اليوم وما يعانونه من آلام لأسباب مختلفة يفهم جيَدا أنَ الأشجار لا تثمر لوحدها وأنَ المستقبل لا يبنى دون مقابل فالعجوز الذي يعتمد اليوم على عصاه ليكمل طريقه هو ذلك المعلَم الذي أعطى الكثير لأجيال مضت والمرأة المسنَة التي طوت صفحات النَسيان ذاكرتها هي الأستاذة والطبيبة وصانعة الخبز البسيطة التي أدفئت البطون وأطعمت الأفواه وأمتعتها بأشهى الأطباق والحلويات والمعجَنات ،كثيرة هي الذَكريات التي تجمعنا بهؤلاء الكبار الذين عادوا صغارا من جديد ووجدوا أنفسهم في مواجهة لا مفرَ منها مع الزمَن وأمراضه .
شئنا أم أبينا سنكبر في يوم من الأيَام وستستعمر التَجاعيد تفاصيل وجوهنا ولكنَ هل يمكن للإنسان أن يوقف عقارب الساعة ؟ طبعا لا ولكن يمكن جعل الواقع أجمل بخطوات بسيطة ولكنَها تضيف الكثير في حياة الآخرين لأنَ كبار السنَ اليوم في حاجة ماسَة إلينا وإلى مساعدتنا ليتمكنوا من التَعايش مع أوضاعهم الصحيَة بمختلف خصائصها ومفارقاتها.
وتعتبر الأمراض العظميَة من أكثر المشاكل الصحيَة التي ترهق الشَخص المسن اليوم رغم أنَها لا تستثني الصَغار والشَباب أيضا إلاَ أنَها تستهدف وبشكل كبير الفئة التي دخلت في مرحلة الشَيخوخة .
فهم اليوم يواجهون آلاما تختلف عن آلام الزَمن والأحداث التي عاشوها في حياتهم إنَها آلام المفاصل التي تعتبر اليوم الأكثر شيوعا وإنتشارا بين فئة الكبار في السنَ.
ورغم أنَ المأساة الأكبر التي تستهدف هذه الفئة ما يعرف طبيَا بالسركومة العظميَة (سرطان العظام ) وهو مرض خبيث يصيب العظام إلاَ أنَ اطبَاء العظام يولون إهتماما كبيرا أيضا إلى دعم وتطوير علاجات آلام العظام والمفاصل لما تسبَبه من قلق وأوجاع للمرضى رغم أنَها لا تعتبر خطيرة مقارنة بالأورام العظميَة الخبيثة .
ماهي آلام المفاصل والعظام ؟
إنَ الألم المفصلي يمكن أن يكون من مؤشرات أمراض عظميَة أو عضويَة معيَنة ولكنَه يمكن أن يرتقي إلى أن يكون مشكلا مستقلاَ في حدَ ذاته لذلك لا بدَ من الخضوع إلى تشخيص دقيق عند الشَعور بآلام غير إعتياديَة بالمفاصل أو العظام لكي يتمكَن الطَبيب من تحديد مصدر الألم وتقديم العلاج المناسب للحالة .
ويمكن لهذه الالام أن تظهر بسبب وجود إلتهاب أو رضح معيَن في منطقة المفضل أو العظام ، أو عند الإصابة بأحد أمراض المناعة الذَاتيَة إضافة إلى عوامل وظواهر مرضيَة أخرى .
وقد تظهر آلام المفاصل بسبب تمزَق عضلي أو خلع مفصلي حدث عند تحرَك العظام من موضعها ولكنَ أخطر الآلام هي التي تسبَبها الأمراض السرطانيَة وتحديدا سرطان العظام كما سبق وذكرنا .
من جهتهم يجمع أغلب خبراء وأطبَاء الأمراض العظميَة أنَ الآلام العظميَة والمفصليَة التي تسبَبها الشيخوخة والهرم هي الأصعب على الإطلاق لأنَها تكون يمكن أن تكون مجهولة الأسباب ومزمنة خاصَة وأنَ هذه الحالة تكون مفاجئة وحادَة جدَا ويمكن أن تستمرَ لفترة طويلة لاسيَما إذا كان مقرونة بمشكل إلتهاب المفاصل الذي يمكن أن يؤثَر على أماكن مختلفة من الجسم فتصبح الآلام أكثر إنتشارا وإزعاجا .
التشخيصات والعلاجات المعتمدة
تختلف تقنيات التَشخيص وطرق العلاج حسب مصدر الألم ونوعه ولكنَ في مجمل الأحوال تخضع العمليَة العلاجيَة والكشفيَة إلى نفس المراحل وهي كالآتي :
- إختبارات الدم
- التصوير الطبي للعظام والمفاصل كمسح العظام ، صور للمفصل
- المسكنات ومضادات الإلتهابات
- الحلَ الجراحي بالنسبة للحالات المعقَدة أو المرتبطة بأمراض عويصة وشديدة
قد يكون الألم قويَا وغير محتمل ولكنَ الصبَر يمكن أن يهزم جبروت المرض وطغيان الألم عانقوا جراحكم وضمَدوها بأجمل اللَحظات والذكريات واطردوا الألم من قلوبكم لأنَه لا يمكن أن يعيش مع الأمل تحت سقف واحد 🙂