جميعنا نعشق تذوَق الأطعمة اللَذيذة والمتنوَعة، منَا من يدمن على المطعم الشَرقي، والبعض الآخر يذوبون حبَا في الإبداعات الصينيَة وعدد لا يستهان به يصرَ على وفائه للمطبخ التونسي الأصيل، هذه المتعة تجعل الإنسان ينسى تماما ما يمكن أن تسبَبه العادات الغذائيَة من ضرر إلى الفم والأسنان سواء كانت حلوة أو حارَة ولكنَ ليس الطَعام فقط هو ما يسبَب المشاكل الفمويَة فحتَى التَغيرات المناخيَة والعوامل البيئيَة والسلوكيَة تجعل الفم عرضة للإلتهابات المعروفة طبيَا بقرحة الفم التي تصيب النسيَج المبطَن بجدار الفم ، اللَثة أو اللَسان ، فماهي أسباب ظهور هذه التقرَحات وكيف يمكن علاجها ؟
تعريف القرحة الفمويَة
حسب معلومات وإرشادات طبيَة مختصَىة صادرة عن الدَكتور أسامة يحيى وه وأستاذ وطبيب مختصَ في أمراض الفم والأسنان فإنَ قرحة الفم هي عبارة عن تقرَحات ملتهبة ومؤلمة تصيب الغشاء المخاطي المبطَن لتجاويف الفم ويمكن لهذه القرحة أن تصيب مختلف الأجزاء الفمويَة من الدَاخل كاللثَة، الشَفاه، سقف الحلق اللسان جدار الخد الدَاخلي ويقول الدَكتور أنَ هذه التقرَحات يمكن أن تصيب منطقة واحدة أو كامل الأجزاء.
وتظهر القرحة الفمويَة في شكل دوائر صغيرة بيضاء (غشاء أبيض خفيف ) تحيطها هالات حمراء تتراوح من 3 قرحات أو أكثر غالبا ما تكون مقلقة ومؤلمة وتحديدا عند ملامستها الطَعام خاصَة السَاخن أو الحار لذلك غالبا ما يعزف مريض قرحة الفم عن الأكل والشَرب أو يكتفي ببعض السَوائل فقط ورغم أنَ أغلب الحالات التابعة لمثل هذه الإلتهابات تعتبر بسيطة وغير خطيرة إلاَ أنَها مقلقة ومزعجة للغاية خاصَة وأنَ بعض التقرحات الفمويَة تبقى لمدة طويلة (لأكثر من أسبوع ).
إنَ أغلب أطبَاء الأمراض العامَة لا يعتبرون القرحة مرض مستقل إنَما يصنَفونها ضمن الأعراض النَاتجة عن بعض الأمراض خاصَة العابرة كألنفلونز ونزلات البرد ، الحمَى … ولهذا السَبب نجد بعض الأشخاص يسمون هذه الحالة بقرحة الزَكام وغيرها ولكن هذا لا ينفي إمكانيَة ظهورها لأسباب أعمق وأخطر ولكنَ في أغلب الحالات تعتبر غير خطيرة مالم تكن ناتجة عن إلتهابات بكتيرية أو فيروسية شديدة أو أمراض مستعصية كما سبق وذكرنا .
أسباب ظهور قرحة الفم
وعن أسباب ظهورها يقول الدَكتور أسامة يحي أنَها مرتبطة بعدَة عوامل منها ما هو سلوكي وبيئي ومنها ما هو مرضي أي ناتج عن خلل وظيفي أو صحَي بجسم الإنسان وهي كالآتي:
- أمراض وجروح اللثة والفم عموما
- الإصابة بالحمَى الشَديدة
- نزلات البرد الشَديدة
- غياب عامل النَظافة (إهمال نظافة الفم )
- أمراض عضويَة مختلفة خاصَة التي تصيب الجهاز الهضمي
- التَناول المفرط للأطعمة المتبَلة والحارَة
- نقص في حمض الفوليك وإنخفاض نسبة الحديد في الجسم
- التوتَر العصبي والنَفسي
- وجود بكتيري أو فيروسي
- بقايا الطعام في الفم
- مستحضرات التَجميل أو العناية بالفم الإصطناعيَة (حساسيَة ضدَ هذه بعض المواد المستعملة بهذه المستحضرات )
- خلل بجهاز المناعة
- الإستهلاك المفرط للمرطَبات والحلويات بشكل عام
- ضعف معدَل فيتامين ب 12 في الجسم …إلخ.
ويرى أطبَاء الأمراض الفمويَة والأسنان أنَ أسباب ظهور هذه التقرَحات تختلف من حالة إلى أخرى ولا يمكن حصرها في نقاط ثابتة و محددَة .
علاج القرحة الفمويَة
تجدر الإشارة أنَه لا يمكن علاج قرحة الفم بشكل فوري وسريع لأنَها تلتئم تدريجيَا وتلقائيَا ولكن يمكن التَقليل من مدَة شفائها كما يتوقَف العلاج على الأسباب أيضا (تزول بزوال السَبب ) ولكن غالبا ما تبدأ بالإختفاء عند إستعمال الطرق العلاجيَة التَالية :
- المستحضر الطبَي المضاد للإلتهاب القائم على المضمضة
- المراهم الطبيَة الموضعيَة الموصوفة من قبل الطَبيب المختص (التي تحتوي على الستيرويد)
- المداومة على نظافة الفم والأسنان
- تجنب الحمضيات والموالح والكحوليات والمشروبات الغازية أثناء الإصابة
وفي الحالات الشَديدة التي تكون فيها هذه التقرَحات عميقة قد يقوم الطَبيب بحقنها بمواد معيَنة كالكورتيكوستيروئيد.
أحصل على موعد بدون إلتزام