هم يخافون الضَحك بشدَة ، ولا يستطيعون العطس أو الكحَة كأي شخص طبيعي خوفا من تعجب وسخرية الآخرين إنَهم مرضى سلس البول (عدم القدرة على التَحكم الطَبيعي في نزول البول) ورغم أنَ هذا الخلل الصحَي قد يبدو للبعض أمرا طبيعيَا وخاليا من الخطورة إلاَ أنَه مشكل يعتبر مأساتا يوميَة يعيشها مرضى السلسل البولي ، ولها آثار نفسيَة سيَئة عليهم وعلى حياتهم عموما فهم يشعرون بالعجز عن التحكم في إدرار البول وهو ما قد يضطرَ العديد منهم إلى العزوف عن الخروج أو البقاء لوقت طويل مع الأصدقاء والأقارب خوفا من الإحراج الذي يسببه سلس البول ، وهذا ما يدعونا إلى التساؤل عن أسباب ظهور هذا الخلل في الجهاز البولي وعن الطرق المتوفَرة لعلاج هذا المرض ؟
ما هو سلسل البول؟
هو خلل وظيفي بالجهاز البولي المتمثَل في عدم إمتلاك القدرة على التحكم الكامل في البول، ويعود هذا المشكل إلى عدَة أسباب وعوامل تصيب جهازالمسالك البوليَة ولكنَه لا يمثَل خطورة على حياة الإنسان خاصَة إذا تمَ الخضوع إلى العلاج المناسب والشفاء منه أو التقليل من حدَته و يعتمد ذلك على معرفة السبب الذي يقف وراء ظهور السلس خاصَة وأنَ الأسباب كثيرة.
أسباب ظهور السلسل البولي
– حدوث خلل أو الإصابة بالنخاع الشوكي أو الرأس
– الإصابة ببعض المشاكل والأمراض العصبيَة أو الجسديَة المرتبطة بالأعصاب المغذيَة للمثانة أو الإحليل
– ظهور بعض الأورام في المخ أو النخاع.
– المشاكل المرضيَة المرتبطة بالجهاز العصبي والنَفسي كمرض الباركنسيون أو الوسواس القهري (الخوف المفرط)
– عدم القدرة على التنقل بسهولة وهذا ما يعرف بالسلس الوظيفي حيث يعجز المريض على الذَهاب إلى —-المرحاض بسبب خلل في القدرة التمييزية للوقت، وأحيانا يحدث السلس نتيجة العجز أو الخرف.
– الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل التي تصيب المسالك البوليَة أو الجهاز التناسلي كتضخَم البروستاتا أو مشكل حصوات المثانة أو ضعف عضلات المثانة وغالبا ما تكون هذه الحالة ضمن الآثار الجانبيَة ومضاعفات داء السكري أو بعض الأورام، وطبيَا تسمَى هذه الحالة بالسلس الفائض وهو الذي تمتلئ فيه المثانة بشكل مفرط فينجر عن ذلك التسرَب المستمرَ للبول.
– السَمنة المفرطة قد تسبب مشكل سلس البول أيضا
– آثار الحمل والولادة التي قد تضعف عضلات الحوض عند النساء فيتسبب ذلك في ظهور مشكل سلس البول وقد يسبب ثقل وزن الجنين أثناء فترة الحمل السلس البولي أيضا.
– التَمزَقات النَاجمة عن بعض الجراحات أو الولادات التي قد تحدث قناة وصل مباشرٌة بين المثانة البولية والأعضاء التناسلية فينجر عن ذلك مشكل السلس البولي.
– العلاجات التي تتطلَب تناول الأدوية المدرَة للبول.
– الإلتهابات التي قد تصيب المسالك البولية.
– مشكل الإمساك الشديد قد يسبب السلس أيضا ولكنَ هذا النَوع موقت وغير دائم ولذلك سمَي طبيَا بالسَلس العارض.
– العطاس المندفع أو السعال الشديد المتعلَق ببعض الأمراض
وقد يسبب الضحك المفرط ضغطا على أسفل البطن والحوض فيتسبب ذلك في نزول البول وهو ما يسمَى بالسلس الكربي.
وتتعدَد أنواع السلس وتختلف من حالة لأخرى وهي:
السلس الطارئ المفاجئ، سلس الشدة أو الضغط، السلس المركَب، السلس الإحتباسي، سلس الإصابات (خاصَة عند إصابة العمود الفقري أو بمرض باركنسون أو التعرَض لجلطات المخ) ، السلس العارض كما سبق وأشرنا وهو المؤقت.
علاج السلس البولي
وتعتبر النَقطة الإيجابيَة في مشكل السلس البولي أنَه من بين الإضطرابات التي يمكن علاجها بطرق متنوَعة وحسب وضع كلَ حالة فهناك أطبَاء ينصحون بممارسة تمارين معيَنة لتقوية عضلات الحوض والمثانة لتتمكَن من إسترجاع قدرتها على التَحكم ف البول سواء لإخراجه أو لحبسه وحسب أطبَاء أمراض الكلى والمسالك البوليَة يمكن أداء التمارين أيضا أثناء عمليَة التبول لإيقاف نزوله.
وتختلف التمارين وتتنوَع إلاَ أنَ جلَها تساعد وبشكل كبير على التَقليل من مشكل السلس.الأدوية العلاجيَة المتوفَرة
يمكن للطبيب أن يصف الأدوية التي تعمل على تقليص عضلات المثانة، وأخرى تساعدها في عمليَة التفريغ لمنع تجمع البول فيها، إضافة إلى مجموعة من العقاقير والأدوية التي تدعم عمل صمام الإحليل وتمنع تسرب البول من خلاله.
-علاج التحفيز الكهربائي: إستعمال الكهرباء لتنشيط عضلات الحوض، وتستعمل هذه التقنية خاصَة في علاج السلس الكربي والزحير البولي.
-إستعمال طريقة القسطرة لإفراغ المثانة
-إستعمال الهرمونات لعلاج سلس البول كالأستروجين الذي يعمل على تنشيط عضلات الحوض بعد إنتهاء الدورة الشهر.
– العلاج عن طريق حقن الكولاجين (لجعل الإحليل أكثر صلابة لمنع تسرب البول) .
الحلَ الجراحي: غالبا ما يقع اللجوء إليه بعد ثبوت فشل العلاجات الأخرى، ويقع إعتمادها خاصَة عند سقوط المثانة تجاه المهبل، فتقع إعادتها وتثبيتها عن طريق الجراحة وهي من العمليات الأكثر شيوعا في علاج السلس البولي عند النساء.
تختلف الأسباب والعوامل المسببة لمشكل سلس البول وتتنوَع العلاجات أيضا ولكن يؤكَد أغلب أطبَاء أمراض الجهاز البولي أنَ الإبتعاد عن بعض العادات السيئة من شأنه أن يساعد وبشكل كبير على الوقاية من هذا الخلل كتجنَب تناول الأطعمة الحارَة والقويَة، التقليل من شرب السوائل قبل النَوم، إتَباع نظام غذائي متوازن والمحافظة على وزن صحَي لتجنَب السمنة المفرطة ، وخاصَة الإقلاع عن التدخين المسؤول الأوَل عن أغلب الإضطرابات الوظيفيَة التي يمكن أن تصيب جسم الإنسان .