لم يكونا أقارب ولا إخوة ولم يتشابها في شيء فهو كان شابا في مقتبل العمر يهوى الرياضة وركوب الدراجات والآخر كان رجل إطفاء يعيش حياة عاديَة ويمارس عمله بكل حب وشغف ورغم إختلافهما الكبير عن بعض إلاَ أنَ القدر شاء أن تجتمع ملامحهما في وجه واحد ، إنَها أكبر وأهم معجزة طبيَة تجميلية في تاريخ البشريَة وهي عمليَة زرع الوجه التي خضع لها رجل إطفاء من مسيسيبي بعد أن فقد ملامح وجه الذي إحترق بالكامل جرَاء حادث مهني أثناء إنقاذه أحد الأشخاص في حريق فخضع إلى عمليَة زرع وجه بالكامل بعد أن تمكَن من الحصول على الوجه المناسب من متبرَع كان قد أوصى بإمكانية الإنتفاع بأعضائه في حالة وفاته .
فعلا قصَة مذهلة تجعلنا نتبيَن الجانب المشرق والإيجابي لمجال جراحات التَجميل حيث تجمع هذه الحادثة بين الأمل والتضحية وروح العطاء إضافة إلى براعة الأطباء فباتريك هارديسون (41 سنة ) رجل إطفاء متطوع يضحي بحياته يوميَا لينقذ حياة الآخرين وبعد أن تعرَض وجهه إلى الإحتراق بالكامل وتشوَه إلى درجة فظيعة جعلته فقد الأمل في حياته فحتَى جراحات الوجه العادية لم تكن لتنفع في حالته ، فتمكَن خبراء التجميل بمركز لانجون الطبي التابع لجامعة نيويورك من إعادة باتريك إلى الحياة بعد أن إستطاعوا وبإمتياز منحه وجها جديدا بحمل ملامح طبيعية وذلك بعد أن تم زرع وجه متسابق دراجات من بروكلين يدعى ديف رودلبو (26) الذي توفي سريريَا بسبب حادث دراجة مروَع وكان قد أوصى بالتبرَع بجميع أعضائه في حالة وفاته إلى من يحتاجها ، عطاء ديف غيَر حياة باتريك الذي يعيش اليوم بوجهه وملامحه وكأنَ حياة ديف الميت قد إستمرت بشكل آخر عندما منح وجهه إلى باتريك .
ولقد كانت هذه العمليَة سابقة فريدة من نوعها حيث دامت الجراحة 26 ساعة بالمركز الطبي بنيويورك شارك فيها عدد كبير من الخبراء ولقد ترأس الجراحة الطبيب الدكتور إدواردو رودريجيز هو مختص بارع في جراحات التجميل حيث قادالفريق الطبي الذي جمع بين 150 شخصا مشاركا لإجراء عملية زرع الوجه التي شملت زرع فروة الرأس والأذنين والأنف والشفتين والجفنين العلوي والسفلي ولقد تم ذلك بعد إنتزاع فريق العمل فروة الرأس من الشاب ديف مع أجزاء من عظام الذقن والأنف والوجنتين وزرعها على وجه ورأس باتريك المشوَه من خلال تركيبها بدقَة وحرفيَة فاقت كل التصورات حيث أنتجت هذه العمليَة وجها طبيعيَا وخالي من الغرابة خاصَة بعد التأكد من ذلك بعد أن قام بعض الأطباء بإصطحاب باتريك للتسوق وشراء ملابس جديدة ولاحظوا أنَ الناس لم يتفطَنوا له ولم يسجَل أي إستغراب من مظهر باتريك الجديد عندها تأكدوا أنَ العمليَة قد تمت بنجاح .
هذه العمليَة أعطت الأمل إلى العديد من الأشخاص الذين عانوا لسنين طويلة من التشوهات التي منعتهم من الخروج إلى الحياة خوفا من السخرية والتعاليق المؤلمة ولكن مع جراحات التجميل الترميميَة أصبح كل شيء ممكنا وهذه مجموعة من الصور لأشخاص خضعوا إلى جراحة زرع وجه ناجحة غيَرت كل شيء في حياتهم إلى الأفضل فلا تفوَتوا متعة مشاهدة هذه النجاحات الرائعة في مجال جراحات التجميل التصحيحة أو الترميميَة..