تبكي ويطول بها الألم فلا الدموع تنصفها ولا الآهات تخَفف عنها ، فمنذ سنين طويلة ، عانت المرأة من التفرقة والعنصرية المسلطة عليها من قبل المجتمع الرَجالي القاسي الذي ينظر إلى المرأة العاقر نظرة دونيَة وجعلها دائما في دائرة الإتَهام رغم أنَ الحقيقة غير ذلك تماما فكم من امرأة كسر قلبها بسبب العقم وعدم القدرة على الإنجاب وتبيَن فيما بعد أنَ العيب من الرَجل ،ولعلَ هذه النَقطة بالذات تجعل المرأة مدينة إلى العلم بالكثير خاصَة بعد أن ظهرت عدَة دراسات طبيَة وعلميَة تؤكد وتقرَ بأنَ نسبة لا يستهان بها من حالات العقم حول العالم سببها عيوب خلقية ومرضيَة عند الرجال لتخرج المرأة من قفص الإتهام الذي وضعت فيه لعصور طويلة .
ولكنَ البحث الذي أحدث الفارق في هذه المسألة وجعل المرأة تتعادل مع الرجل هي المعلومات التي كشفت عنها الدَراسة التي أجراها مجموعة من الباحثين بالولايات المتحدة الأمريكية والتي أعلن عنها مؤتمر الجمعيَة الأوروبية للإنجاب البشري والأجنة بجنيف ( The European Society of Human Reproduction and Embryology conference in Geneva) بسويسرا، التي أكَدت أنَ الساعة البيولوجية التي تثير خوف المرأة وتقلل فرص الإنجاب عندها أثناء سن الأربعين يعاني منها الذكور أيضا حيث تبيَن أنَ الرجال الذين تجاوزوا سن الأربعينات من العمر،تضعف خصوبتهم بشكل مماثل وتقل قدرتهم الإنجابية بما يعادل الثلث وهي حقيقة وصفها أهل الإختصاص بالمرعبة في حين إعتبرنها النساء وجها من وجوه العدالة الإلهيَة التي أنصفت المرأة وأنقصت عنها ثقل المسؤولية التي رميت على عاتقها لسنين .
دراسة قلبت جميع الموازين
ولقد إستندت هذه الدراسة على مجموعة من المشاهدات الواقعيَة والدَقيقة التي كشفت أنَ الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40و42 سنة ورغم زواجهم بنساء صغيرات في السن أي تحت سن ال30 ، تقدَر نسبة إمكانيَة الإنجاب لديهم حوالي 46% فقط، التي تقدَر بالثلث خاصة وأنَ نسبة الخصوبة وإمكانية الإنجاب عند الرَجال الذين تتراوح أعمارهم بين 30-35 تقدَر ب73% ، إذا فالرجال أيضا يواجهون نفس المصير والمخاوف في حالة تجاوز سن الأربعين دون إنجاب .
كما بيَنت نفس الدراسة أنَ حالات الإجهاض ترتفع أكثر عند النساء اللَواتي إرتبطن برجال كبار في السن ، فحتَى طرق الإنجاب بمساعدة طبيَة كطفل الأنبوب وعمليات التلقيح الإصطناعي قد تحتاج لمحاولات عديدة لتتم بنجاح إذا ما كان الرجل كبيرا في السن ، ولقد تم التوصل إلى هذه البيانات بعد التحليل الدقيق لأكثر من 7000 زوج طيلة 15 سنة ، لذلك فإنَ أغلب الأطبَاء والخبراء لا يشككون في مصداقية نتائج هذه الدراسات .
ويبرر العلماء ضعف الخصوبة الذي يصيب الرجل بعد الأربعين بتغيَر خصائص الحمض النووي للحيوانات المنوية عند الرجل الذي تقدَم بالعمر التي قد تصل إلى درجة إنجاب أطفال يعانون من عدَة مشاكل صحيَة خاصَة بعد أن أثبتت أغلب الدراسات الحديثة أنَ نسبة لا يستهان بها من الرجال الذين تقدَموا في السن قد أنجبوا أطفالا يعانون من مشاكل نفسيَة وعصبيَة كالتوحد وانفصام الشخصية إضافة إلى إمكانية ولادتهم بعيوب خلقيَة متنوَعة ، لتبيَن أغلب هذه النتائج أنَ الواقع غير الإعتقاد السائد حول مشكل العقم فللرجل حصَة الأسد في هذا الشأن وهو ما مكَن المرأة اليوم من قطع حبل عقدة الذنب و،النقص والتخفيف من وطأة الألم الذي عانت منه لسنواتطويلة .
ولتجنَب مثل هذه المشاكل ينصح الخبراء والأطباء المرأة بإختيار الشريك المناسب خاصة على مستوى العمر والزواج من رجال صغار في السن لإنجاب أطفال لا يعانون من الأمراض ومختلف أنواع المشاكل الصحيَة . 😉
،