تتبع الحنجرة المنطقة السفليَة للرقبة وهي مرتبطة بالفك السفلي أيضا ورغم أنَ هذا الجزء من الجسم أقل تعرضا للأمراض الصعبة أو المستعصية إلاَ أنَ تضرَرها يؤثَر بشكل كبير على الإنسان مهما كانت الإصابة طفيفة فالحنجرة عنصر أساسي من الرقبة وأي مشكل يصيبها يؤدي إلى خلل وظيفي واضح خاصة وأنَها مرتبطة بالعمود الفقري العنقي ،ومن بين الأمراض الحنجريَة الصَعبة التي تتفاوت خطورتها حسب نوع المشكل وطبيعته الورميَة ما يعرف طبيَا بالأورام التي يصنَفها الطب إلى نوعين وهي الأورام الحميدة والأورام الخبيثة التي يمكن أن تصيب الحنجرة وتتسبب لها بأضرار مختلفة .
الأورام الحميدة
حسب معلومات صَادرة عن مجموعة من الأطباء وخبراء جراحة الأورام تظهر الأورام الحنجريَة الحميدة عند حدوث إستعمال مفرط للحبال الصَوتيَة وهذا ما أكدته العديد من الدراسات المنجزة حول هذا الموضوع حيث سجَلت أعلى نسبة من نسبة الإصابات بالأورام الحنجرية عند الفئات التي تعمل بمراكز النداء ومصالح الحرفاء أي الذين يقوم عملهم على الحديث المفرط مع الحرفاء ، ومن أسباب ظهور الأورام الحميدة أيضا التَدخين أو وجود ما يعرف بالسليلة (Polyp) على الحبال الصوتية ويؤكد أطباء أمراض الأنف الأذن والحنجرة أنَه يمكن ملاحظة الأعراض الدالة على وجود ورم بالحنجرة من خلال تغيَر نبرة الصوت وظهور بحة، إضافة إلى نمو عُقَديات صغيرة في مركز الجزء المتحرك للأوتار الصوتيَة خاصة عند الخضوع لكشف التَصوير الطبَي لذلك غالبا ما يقع التَفطن للأورام الحنجرية الحميدة في مراحل مبكرة من المرض.
كما ينصح الأطبَاء مريض الحنجرة بالانقطاع عن الحديث لفترة زمنية محددة لإراحة الأحبال الصَوتيَة إضافة إلى ضرورة الإلتزام بالتمارين الصوتية الصحيَة المنصوح بها من قبل الطبيب المختص وذلك لاكتساب طريقة حديث صحيحة و صحيَة وفي بعض الأحيان قد يقع اللجوء إلى عمليَة جراحيَة لقطع هذه الزَوائد .
الأورام الخبيثة
وتعدَ هذه الأورام الأكثر خطورة على الحنجرة وعلى الجسم بشكل عام، فقد تكون أوراما سرطانية خطيرة التي تظهر في شكل نمو غير طبيعي وتكاثر غيرَ مسيطرٍ عليه للخلايا الموجودة في الجزء العلوي من القصبات الهوائيَة حيث تتموقع الأحبال الصوتية والخطير في سرطان الحنجرة أنَه قد يمتد من وإلى أعضاء أخرى من الجسم كالمريء، الغدة الدرقية أو الخلايا المبطنة للحلق.
وحسب معلومات نشرتها الموسوعة الطبيَة العربيَة عن سرطان الحنجرة فإنَ هذا النَوع من الأورام يصيب الرجال بشكل خاص وعند الفئة الذين تتجاوز أعمارهم ال60 عاما و رغم أنَ نسبة الإصابة به نادرة عند الأشخاص الذين تكون أعمارهم أقل من 40 عاماً إلا أنَ عدد لا يستهان به من الشَباب يصابون به أيضا، وينتشر ورم الحنجرة الخبيث بشكل شائع في منطقة الحبال الصوتية بنسبة 75% فنادرا ما يظهر هذا المرض في جزء الحنجرة الذي يعلو الحبال الصوتية ولكن ذلك أمر وارد الحدوث أمَا الأعراض فغالبا ما تكون شبيهة بأعراض الأورام الحميدة وهي البحة والشعور بببعض التكتل لذلك فإنَ الفحوصات والتحاليل إضافة إلى تقنيات التصوير ضروريَة (الفحص بالمنظار للحبال الصوتية) خاصَة إذا تواصلت البحة لأكثر من أسبوعين لأنَ ذلك يعني أنَ المشكل أخطر بكثير من مجرَد برد أو إلتهاب حنجري بسيط .
علاج سرطان الحنجرة
يجمعأطبَاء الأورام وخبراء الجراحة العامة َ أنَ سرطان الحنجرة يصنف ضمن السرطانات التي يمكن علاجها بنسب مرتفعة خاصَة إذا تم التفطَن إليه في مراحل مبكَرة ، وغالبا ما تكون نتائج العلاج ممتازة ،بل وتصل نسب النجاح في بعض الحالات إلى 75%-95% ، أما إذا ما كان المرض في مراحله المتأخرة أي عندما يكون السرطان قد إنتشر في كامل الجسم أو في حالة ظهور نقائل ورميَة (Métastases ) في العُقَيْدات العنقية، فيكون العلاج صعبا بعض الشيء ولكنَ غير مستحيل وقد يضطر الجراح إلى إستصال كامل الحنجرةإضافة إلى العقيدات الليمفاوية العنقية، و قد يصاحب هذا الإجراء العلاج بالأشعة أمَا العلاج الكيمائي فيعتمد غالبا في المراحل الأولى من المرض وذلك تجنَبا للاستئصال الكامل للحنجرة خاصَة وأنَ المريض يفقد القدرة على الكلام بشكل طبيعي بعد عمليَة الإستئصال لكن يمكنه تعلم الكلام عن طريق الحلق أو عن طريق إدخال جزء صناعي خاص، يربط بين الحلق وبين القصبة الهوائية وهي طرق علاجيَة ليست في متناول جميع المرضى وترتبط إرتباطا وثيقا بمستوى كفاءة وخبرة الجراح .