للغدد الصمَاء دور مهم في حياة الإنسان، فهي المسؤول الأوَل عن إنتاج الهرمونات للجسم ،إضطرابتها، لتنظيم النَمو، الأيض، الخصوبة والتكاثر وتجديد الخلايا كالغدَة الدرقية والغدد المجاورة لها ومن المشاكل الصحيَة والمرضية التي يمكن أن تحبط الغدد الصمَاء هي الإضطرابات التي تصيب الغدة الدرقية وهي الأكثر شيوعا بين المرضى ، فالعديد منهم لا يكتشفون مرض الغدة الدرقيَة و لا يشعرون بمعاناتهم لأنَ هذا المرض مختلف عن الأمراض الأخرى فليس له أعراض ثابتة أي لا يظهر دائما بالشكل التقليدي الذي غالبا ما يتجلَى في شكل كتلة ضخمة( الغدة الدرقية) ، لذلك يبقى الفحص التَشخيصي أمرا ضروريا للكشف الدَقيق عن هذا المرض لتحديد نوعه ،خصائصه ودرجة نموَه وتطوَره .
المراحل العلاجيَة للكشف عن الغدَة الدَرقية
في جراحة أمراض الغدد الصمَاء يقع التأكَد من التَاريخ المرضي للمريض أوَلا ثمَ يأتي دور الفحص السريري الذي يحتوي على تحليل الدم والتصوير بالموجات فوق الصوتية وفي بعض الأحيان وذلك حسب الحالة تعتمد تقنية التصوير الومضاني أيضا وهي تقنية المسح بالنظائر المشعَة، ليتمكَن المختص من تحديد الطريقة العلاجيَة المناسبة لحالة المريض ودرجة تطوَر المرض بالغدة الدرقيَة.
غالبا ما تكون الجراحة العامَة الخاصَة بالغدد الصمَاء الحل المثالي للتخلص من مرض الغدَة الدرقية وهي الطريقة الشائعة في أغلب المستشفيات الأوروبيَة الحديثة فحسب معلومات ثابتة تجرى في ألمانيا وحدها وذلك سنويَا، ما يقارب 115000 عملية على الغدة الدرقية.
متى يقع اللجوء إلى هذه الجراحة؟
تشمل جراحة الغدَة الدَرقية جميع الأمراض الحميدة والخبيثة المتعلقة بالغدة ،حيث يقع اللجوء إلى هذه الجراحة إذا ما ثبتت إصابة المريض بمرض جريفز الخاص بأمراض المناعة الذاتية ، وعند الإصابة بالالتهاب الدرقي المعروف بهاشيموتو وهو إلتهاب متعلَق بالمناعة الذاتية أيضا ، والحالات التي تمتدَ فيها الإصابة إلى الصَدر وهو ما يسمَى طبيَا بجراحة الدراق الغاطس ،وقد يعاني المريض من إضطرابات درقيَة جينيَة التي تشمل الغدَتين ،إضافة إلى مرض فرط الدريقات الأوَلي والثانوي …ونظرا لشيوع هذه الجراحة وإرتفاع الحالات المرضيَة التي تعاني من إضطرابات الغدَة الدرقية تزخر أقسام الأمراض الصمَاء بالمستشفيات والمصحَات الحديثة بآخر صيحات التكونولوجيا الطبيَة خاصَة في مجال التصوير الطبَي الذي يعتبر اليوم من الأدوات الضَروريَة والأساسيَة للتَخلص من مرض الغدَة الدَرقيَة كتقنية الجراحة طفيفة التوغَل (محدودة الجراحة) التي تصاحبها كاميرا فيديو للتوضيح والكشف الدَقيق .
كيف تجرى عملية الغدَة الدَرقية؟
غالبا ما تستهلَ العمليَة بإحداث شق أو جرح صغير في الرقبة عن طريق أحدث الوسائل كالتنظير (المنظار الجراحي) إضافة إلى جهاز دعم أعصاب الأحبال الصوتية، الذي يعمل على مراقبة العصب وقد يعتمد الجرَاح أيضا على أدوات جراحية دقيقة تجنَبا لحالات الشلل التي قد تفتك بالأحبال الصوتية أثناء العمليَة حيث يصيب هذا الشَلل أقل من 0,5% من المرضى ،وهي من الحالات النادرة خاصَة عندما يكون الجرَاح متمرًسا وله الخبرة الكافية ، ثمَ يقع إقحام جهاز خاص لإغلاق الأوعية الدمويَة والأنسجة دون إستعمال الخيوط الجراحية للتقطيب .
وفي الحالات الأكثر تعقيدا أي التي توجد فيها عقد صغيرة أو أورام غدية للغدة المحاذية للدرقية تجرى عمليات طفيفة التوغل (محدودة الجراحة) عن طريق الفيديو مع إحداث قطع في الجلد طوله 15 مم،وتعتبر هذه العمليَة الأكثر شيوعا في جراحة الغدَد الصمَاء والغدة الدرقية على وجه الخصوص .