عمليَة طفل الأنبوب وشروط نجاحها
تعتبر عمليَة طفل الأنبوب في تونس العلاج رقم واحد للإنجاب بمساعدة طبية ، خاصَة إذا ما إنعدم الأمل في الحمل الطَبيعي بصفة نهائيَة هذه التَقنية هي اليوم من أكثر العمليات شيوعا وتداولا بين الأزواج الذين شاء القدر أن يواجهوا مشكلة العقم النسبي أو الكلَي ، أو الذين يعانون من تأخَر في الإنجاب ، ولقد نجحت عمليّة الإخصاب خارج رحم المرأة “IVF” سنة 1978 مع إمراة بريطانية التي أنجبت إبنة الأنبوب الأولى وهي “لويزا بروان” وكان ذلك يوم 28 جويلية في مدينة أولدام “Oldham” عبرعمليّة قيصرية بعد رحلة أبحاث و دراسات استغرقت قرنا ميلاديَا كاملا ، ومنذ ذلك الحين وتقنية طفل الأنبوب تعد من أقوى إنتصارات العقل البشري في مجال العلم ، التي ساعدت العديد من الأزواج على كسر حاجز العجز وتحقيق حلم الإنجاب .
مع العلم أنَ عمليَة طفل الأنبوب ظهر إستخدامها في البداية للسيدات اللواتي يعانين من إنسداد في قناتي فالوب فقط، ومع تطوَر العالم وتواتر البحوث والتَجارب العلمية في هذا الغرض إتسَعت وظيفة هذه العمليَة لتصبح الحل الأمثل للإنجاب والتَحدي الأنجع أمام مشكل العقم والعجز عن الإنجاب الطبيعي وهي من أكثر الطرق انتشارا في العالم، حيث تتراوح نسب نجاحها بين 25-35% .
ونظرا لأهميَة هذه العمليَة ودقَة حيثياتها يقع إجراؤها في المراكز الطبية المعتمدة والمختصَة حيث يقع الجمع بين البويضات و الحيوانات المنوية في أنبوب و ليس في رحم المرأة ثمَ تأخذ عيَنة من الحيوانات المنويَة الخاصَة بالرَجل ويقع حفظها في سائل خاص أمَا الأنبوب الذي يقع فيه التلقيح الاصطناعي تونس هي أنابيب صمَمت خصيصا لهذا الغرض، تحفظ في المختبر ، في إنتظار عمليَة إنتقاء البويضات التي من المفروض أن تتحوَل إلى أجنَة ملقَحة يقع نقلها إلى رحم الزوجة عبر أنبوب طبي صمَم خصَيصا لمثل هذه العمليَة ، وبعد أسبوعين ، يقع إجراء إختبار الحمل الأوَل للتأكد من نجاح العمليَة كما يمكن للمرأة أن تتأكَد من حملها بزيارة طبيبها المختص مباشرة لقطع الشَك باليقين .
شروط نجاح عمليَة طفل الأنبوب
إذا هذا شرح مبسَط لعمليَة طفل الأنبوب ولكن كي نزيد من حظوظ نجاح هذه العمليَة يجب توفَر مجموعة من الشَروط الأساسيَة والضَروريَة الثَابتة أهمَها:
– أوَلا أن تكون الزَوجة في مرحلة الخصوبة رغم تقدمها في السن (السيدات ما بين 35-40 سنة ليكون الحمل ممكنا ي وللحصول على طفل سليم وطبيعي) ولتكون الزَوجة قادرة على إنتاج بويضات سليمة.
-قدرة الزوج على إنتاج حيوانات منوية قوية وسليمة أيضا.
-هي عمليَة موجَهة خاصة للسيدات اللواتي يعانين من خلل في قناتي فالوب كأن تكون مغلقة أو تالفة بحيث لا تسمح للحيوانات المنوية بالوصول للبويضة لإخصابها و النساء المصابات بمرض بطانة الرحم المهاجرة Endométrioses ، والرجال الذين ينتجون أجسام مضادة للحيوان المنوي Antis perm.
– كما تساعد هذه العمليَة الرجال الذين يعانون من العقم على الإنجاب خاصة إذا ما كانوا يعجزون عن الإنجاب بسبب قلة حركة الحيوانات المنوية حيث توضع الحيوانات المنوية بسرعة شديدة ومباشرة مع البويضة.
– من الشروط الأساسية توفَر عدد الأجنة الكافي التي يتم نقلها إلى رحم الأم بعد تلقيحها .
-غياب أي خلل بيولوجي في البويضات أو الحيوانات المنوية(عندما لا يوجد أي خلل أو إضطراب بيولوجي واضح سواء كان في البويضات أو في السائل المنوي).
-درجة فاعليَة وحيويَة الحيوانات المنويَة المعتمدة في هذه العمليَة وطبيعتها .
يبقى شعور الأمومة والأبوة من أجمل الأحاسيس اللإنسانية وهي فطرة الله التي فطر النَاس عليها لذلك فإن العقل البشري لم يستسلم أمام العقم طوَر وبحث إلى أن توصَل إلى إكتشاف هذه التقنية (عمليَة طفل الأنبوب) التي ورغم دقَتها وصعوبتها إستطاعت أن تمنح السَعادة والأمل لعدد كبير من الأزواج ، لتثبت لنا أنَها عمليَة تستحقَ التجربة والمحاولة لأنَ الفشل وارد في مختلف تجارب الحياة والنَجاح ممكن مع الإرادة .