إدمان كحول ، تدخين ، تعاطي المخدَرات ، السَمنة المفرطة التي بدورها العامل الأساسي لظهور أغلب الأمراض كالسَكري وإرتفاع ضغط الدَم ونمط غذائي سيء هي عناوين السَلوكيات الخاطئة التي يتخَذها العديد من الأشخاص في حياتنا الرَاهنة ، هذه الإختلالات السَلوكيَة تمثَل الأرضيَة المناسبة لظهور أمراض القلب وإنتشارها حول العالم والخطير في الأمر هو أنَ الآفات القلبيَة لا تستني أحدا ولا تقتصر على كبار السنَ فقط إنَما طالت الفئة الشَبابيَة أيضا ، ومن بين الأمراض التي باتت شائعة لدى مختلف الشَرائح العمريَة ما يعرف طبيَا بتصلَب الشَرايين L’artériosclérose فما هو هذا المرض ، أعراضه وطرق علاجه ؟
حسب معلومات طبيَة موثَقة نشرها الموقع الفرنسي الطبَي الشَهير “دكتسمو ” فإنَ مرض تصلَب الشَرايين هو عبارة عن شيخوخة الشرايين وهو مرض شرياني مزمن يتمثَل في تراكم الدهون بالشَرايين وهي دهون متأكسدة تمتدَ على طول الجدران الشرايينيَة فتتفاعل معها ، وتحدث ترسَبات وتتجمَع الصًفائح الدمويَة مع العناصر الليفيَة محدثة تضيقَا في الشَرايين وعندما تكثر التَراكمات الشحميَة تفقد الشرايين ليونتها وقد تصل الحالة إلى درجة الإنسداد وهو ما قد ينجرَ عنه ضعف في عمليَة تدفق الدم والأكسجين عبر هذا الشريان فيحدث خلل وظيفي في الأعضاء المعنية والمرتبطة به .
أمَا في حالة الإنسداد التَام للشريان فإنَ العضو المرتبط بهذا الشريان يعجز وظيفيَا ويموت وهو ما يحدث تماما عند عجز عضلة القلب عن مواصلة عملها بشكل طبيعي بسبب موت جزء منها والذي غالبا ما ينتج عن حدوث إنسداد تام في الشَريان التَاجي المسؤول عن تغذية هذه العضلة، ويرى أطبَاء الأمراض القلبيَة أنَ أخطر ما يمكن أن تسبَبه الشرايين المتصلبَة ومشاكل الإنسداد الشرياني هي إصابة الإنسان بنوبة مفاجئة أو بسكتة قلبيَة خطيرة يمكن أن تكون قاتلة أيضا.
كما يمكن لمشكل تصلَب الشَرايين أن يطال أعضاء حيويَة أخرى من الجسم خاصَة عندما يمتدَ هذا الإنسداد إلى الشَرايين التي تغذَي الدَماغ أيضا.
أعراض تصلَب الشَرايين
- نقص في التروية الدموية تنتج عنه آلام في الصَدر
- التَعب والإرهاق السريع عند بذل مجهود (الجري أو المشي)
- آلام في الساق
- إضطرابات في ضغط الدَم
- إمكانيَة حدوث مشاكل في الإبصار
- مشاكل معويَة (الأمعاء) فقد ينجرَ عن تصلَب الشَرايين موت أجزاء منها
- نوبة قلبيَة أو دماغيَة مفاجئة
- إضطرابات في الوظائف الدَماغيَة العليا (ضعف الذاكرة) …إلخ
أسباب الإصابة بتصلَب الشَرايين
- الشَيخوخة (تجدر الإشارة إلى أنَ تصلَب الشرايين قد يطال الصَغار في السنَ أيضا)
- النَوع العرقي حيث أثبتت مجموعة من البحوث والدَراسات العلميَة المنجزة حول هذا المرض تأثَر أنواع عرقيَة عن غيرها بهذا المرض أي مجموعات تكون أكثر عرضة من غيرها للإصابة بهذا المرض .
- العامل الوراثي أي الحالات النَاتجة عن التَاريخ المرضي العائلي (عوامل جينيَة أو وراثيَة) كما هو الحال في ما يعرف بفرط شحميات الدَم.
- عامل نوع الجنس (الرجال أكثر عرضة من النَساء للإصابة بتصلَب الشرايين)
- البدانة المفرطة
- إرتفاع الكوليسترول
- أضرار التَدخين
- أمرض ضغط الدم
- داء السكَري
طرق علاج تصلَب الشَرايين
كثيرون يجهلون أنَ العلاج يبدأ من خلال تغيير نمط الحياة خاصَة الإلتزام بنظام غذائي صحَي ومتوازن والمداومة على العلاجات الموصوفة من قبل الطبيب المختصَ (أدوية لتوسع الشرايين، أدوية التجلَط والتخثَر، أدوية الكوليسترول، أدوية قنوات الكالسيوم، مدرَات البول …) أمَا في الحالات الصَعبة فتكون الإجراءات الطبيَة والجراحيَة هي الحل كتوسيع الشرايين عن طريق عمليَة وضع الدَعامة عبر ما يعرف بالقسطرة وهي إدخال أنبوب طبيَ عبر الشرايين لتركيب دعامة تعمل على توسعة الشرايين.
– عمليَة إستئصال الرواسب الدَهنيَة الموجودة على الشَرايين ومن العمليات المماثلة نذكر إجراء إستئصال الشَريان السَباتي.
– فتح مجرى جانبي للشريان التاجي وهي جراحة ترقيع الشريان التَاجي التي تقوم على مبدأ الفتح الجانبي للشريان التَاجي والتي تعمل على تقليل مضاعفات ومخاطر تصلَب الشَرايين.