يتألَمون في صمت، يموتون تاركين وراءهم أوراقنا مبعثرة وقلوبنا مدمَرة، نحبَهم ولكن شبح الموت كان أقوى، إنَهم مرضى السَرطان ضحايا آفة العصر الكبرى الذي يعتبر المرض الأكثر فتكا وضراوة بحياة الإنسان، ولكنَ ورغم هذه الآلام والمعاناة التي يخلَفها مرض السَرطان على إختلاف أنواعه أثبت الإنسان أنه المخلوق الأكثر إعجازا على الأرض خاصَة بعد أن تحسَنت نسبة الأمل في الحياة عند مرضى السَرطان خلال السَنوات الأخيرة فماهي الأسباب التي أحدثت التَغيير في هذا المجال ومكنَت من إعادة الحياة إلى العديد من المرضى بعد فترة علاج طويلة ؟
أسباب تراجع نسبة وفاة مرضى السَرطان
يِؤكَد أغلب أطبَاء مرض السَرطان والأورام أنَ القضاء على هذا المرض أصبح أسهل من ذي قبل خاصَة مع ما توصَل إليه العلم والطبَ في هذا المجال ويعدَ الدَواء الأكثر نجاعة وفاعليَة في القضاء على هذا المرض، العلاج الكيميائي الذي حقق نسبة نجاح كبيرة في السنوات الأخيرة من خلال عدد الأشخاص الذين تمكَنوا من القضاء على آفة السَرطان بعد الخضوع إلى هذا العلاج ورغم أن تكاليفه باهظة إضافة إلى صعوبة تحمَل آثاره كتساقط الشَعر ، الآلام المتفاوتة وغيرها من الأعراض التي يخلَفها العلاج الكيميائي على جسد المريض إلاَ أنَه يعتبر الحل اللأخير ومنبع الأمل الوحيد للقضاء نهائيَا على الخلايا السَرطانيَة .
ومن بين الأسباب أيضا الإرتفاع المتزايد للأدوية التي تمنع إنتشار وتوغَل هذه الآفة في جسد المريض، ما يسمَى بالعلاجات المستهدفة، التي ساهمت وبشكل كبير في تحسين مستوى العلاجات المعتمدة للقضاء على السرطان.
فحسب معلومات نشرتها صحيفة واشنطن تايمز ضمن تقرير لها في الغرض، إستطاع الطبَ اليوم وبعد مرور عقود طويلة من البحث والعمل على إيجاد أفضل وأنجع الطرق العلاجيَة لمكافحة السَرطان أن يوفَر مختلف الأدوية والخطط العلاجيَة الجديدة والتَقنيات الطبيَة الحديثة والمتطوَرة التي تساعد على العناية بمرضى السَرطان.
أرقام مشجَعة
حسب تقارير مراكز ومعاهد الصحَة الوطنيَة الأميركيَة وقع إنفاق السنة الفارطة ما يقارب 219 مليار دولار على تكاليف ونفقات الملازم الطبية الخاصة بعلاج السَرطان والإنتاجية الطبيَة الناشطة في الغرض خاصَة و أنَ ما يقارب نصف مليون شخص في الولايات المتحدة يصاب سنويَا بهذا المرض وهو ما يفسَر تظافر وتكاثف الجهود المبذولة لمكافحة هذه الآفة وهذا يعكسه تراجع معدَل وفيات السَرطان في السنوات الأخيرة رغم إرتفاع نسبة النَمو والتَهرَم السَكاني(زيادة عدد المسنين) وهو ما دفع بالولايات المتَحدة الأمريكيَة إلى إنفاق ما يقارب 11.5 مليار دولار سنويَا لعلاج السَرطان ولكن تبقى المجهودات العربيَة المبذولة لمكافحة هذه الآفة ضعيفة وغير فعَالة مقارنة بنسبة المصابين بهذا المرض.