أصبح من المعروف اليوم في طب النساء وعلم الأجنَة الدور المهم الذي تمثَله قنوات فالوب لحدوث الحمل فهي عبارة عن أنبوبتين رقيقتين تقع كل واحدة على جانبي الرحم، تقوم بدور نقطة عبورالبويضة الناضجة من المبيض وصولاً إلى الرحم، وفي صورة حدوث انسداد في إحدى هذه القنوات أو أنابيب فالوب، فهذا الإنسداد سوف يحول دون وصول البويضة من المبيض إلى الرحم، وأحياناً يحدث الانسداد في الجانبين أي في القناتين وهذا قد يجعل عمليَة الحمل الطبيعي مستحيلة وغير ممكنة.
تؤكَد أغلب الدراسات في هذا الصَدد أنَ أهم الأسباب الرئيسية لإنسداد قنوات فالوب هي الإلتهابات والإفرازات المخاطية التي قد توجد في الرَحم وهو ما يعيق عملية التَلقيح الطَبيعية التي يمكن أن تسفر على تكوَن الجنين داخل الرَحم ومن بين هذه الإلتهابات والأمراض يذكر الأطبَاء عدوى الأعضاء التناسلية المنقولة جنسيا كالسيلان والكلاميديا ، الإيدز، والعديد من الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب العقم النسبي أو الكلي ،
ومن الأسباب أيضا ظهور إلتهاب البوق الذي قد يجهله العديد
من الأشخاص وهو إلتهاب حاد وشديد داخل قناة فالوب فغالبا ما يسبب إلتهاب البوق العقم
لأنَه يحدث إنسدادا تامَا في قناة فالوب كذلك قد يحدث الحمل خارج الرَحم إنسدادا في
قناة فالوب ومنالأمراض الشَائعة والتي تعاني منها العديد من النَساء نجد مرض البطانة
المهاجرة المتمثَلة في نموَ أنسجة بطانة الرَحم خارج الرَحم فبطانة الرَحم تتكوَن منذ
بداية تكوَن الرحم حيث توجد طبقة من الأنسجة داخل الرحم وتسمى ببطانة الرحم فإذا ما نمت
هذه الأنسجة خارج الرَحم وغالبا ما تنمو على قناتي فالوب وبالتالي يحدث الإنسداد الذي
من شأنه أن يعيق عمليَة الحمل
وفي نفس السَياق يؤكد أطباء أمراض النساء وعلماء الأجنَة أنَ إنسداد قنوات فالوب
قد يحدث نتيجة ظهور بعض الأورام الليفية الحميدة والخبيثة التي تصنَف ضمن التشوَهات
الخلقيَة التي قد تصيب الرحم وقنوات فالوب، ومن الأسباب أيضا تعرض المرأة قبل ذلك لعدوى
الرحم الناجمة عن الإجهاض أو لجراحة بالرَحم أو البطن
يؤكَد أغلب العلماء والأطباء
في هذا المجال أنَ لانسداد قد يصيب انبوبا واحدا او الانبوبين معا، او يكون كاملا او
جزئيا ويعتبرون أصعب الحالات هي التي يحدث فيها الإنسداد في الجزء النصفي من الانبوب
المتصل بالرحم، اما إذا كان الانسداد تاما في كلا الجزئين قد يصبح العلاج مستحيل ويلجأ
حينها الطَبيب إلى إعتماد التلقيح المجهري، طفل الأنبوب تونس
كغيرها من الأمراض والشوائب لإنسداد قنوات فالوب مجموعة من الأعراض أبرزها وأكثرها وضوحا هو عدم إنتظام الدَورة الشَهريَة إضافة إلى الشَعور بآلام أسفل البطن، عدم حدوث حمل رغم تناول الأدوية المحفَزة والمنشَطة للمبيض وتوفَر الظَروف الملائمة لذلك، بروز إفرازات مهبليَة غير طبيعيَة، الشَعور بآلام أثناء الجماع ...وتعدَ هذه الأعراض الأكثر شيوعا بين النَساء اللَواتي يعانين من مشكل إنسداد قناة فالوب مع العلم أنَه يمكن ظهور عوارض أخرى تختلف من امرأة إلى أخرى.
إنَ أكثر الطَرق المعتمدة للكشف عن إنسداد قناة فالوب نجد الإستعمال المكثَف لتقنية الأشعَة السينية وذلك من خلال وضع وضع صبغة عبر عنق الرحم، ثم يقع تنظيرها عن طريق الأشعة على منطقة الحوض، فإذا ما قامت هذه الصبغة بالإنتشار والتَحرك بسلاسة بين الرحم و الأنابيب و بالمبايض إلى تجويف الحوض، فهذا يعني أنَ المرأة لا تعاني من إنسداد في قناة فالوب ، أما إذا عجزت هذه الصَبغة عن المرور عبر الأنابيب فهذا يعني أنَ المرأة تعاني من إنسداد في قناة فالوب وعندها يجب التَدخَل الفوري لعلاجه وإختيار الحلَ المناسب والجذري لتحقيق الحمل .
إذا لم يعطي هذا الكشف النتائج المرجوَة قد يلجأ الطبيب أو الجرَاح إلى إعتماد أساليب أخرى للكشف والتشخيص كإستعمال الموجات فوق صوتية أو جراحة المناظير الإستكشافية ويبيَن الأطباء أنَ إمكانية الحمل واردة وممكنة إذا ما كان الإنسداد متواجد في قناة أو أنبوبة واحدة عندها قد ينجح الحمل بعد تناول المرأة مجموعة من العقاقير والأدوية الموصوفة من قبل الطَبيب المعالج لتحفيز التبويض التعويل على الجانب الذي لا يعاني من الإنسداد ليحدث الحمل وقد يقوم الطبيب باللجوء إلى عمليَة جراحيَة دقيقة (جراحة المنظار) للتخلَص من هذا الإنسداد ولكنَ نسبة نجاح هذه العملية تتوقَف في الغالب على مدى كفاءة الجرَاح وخبرته في مثل هذه العمليَات ونسبة صغر سن المرأة حيث ترتفع حظوظ المرأة الشابَة التي لا تزال في مقتبل العشرينات والثَلاثينات في الحمل على نسبة حظوظ المرأة التي تجاوزت الأربعين، يؤكَد الأطبَاء أن المحاولة قد تكون مجدية خاصَة إذا ما كان هناك أمل بغض النَظر عن نسبة النجاح أو الفشل
Rue du Lac Biwa Immeuble Azur Bloc B 2 ème étage Tunis, 2000