هو عالم وباحث طبَي مميَز تمكَن من إختراع تقنية صنعت الفرق مع الكثير من الأشخاص الذين كانوا يعانون من العقم وتأخَر الإنجاب و عيشون في سجن الحرمان من الإحساس بمشاعر الأمومة والأبوَة الجميلة ، نحن نتحدَث اليوم عن الباحث الطبَي البريطاني الإستثنائي “روبيرت إدوارد” وهو أوَل من إبتكر فكرة التلقيح الإصطناعي ومخترع تقنية طفل الأنبوب وباعث المفهوم الطبَي أو الإختصاص المعروف اليوم بتقنيات الإنجاب بمساعدة طبيَة فمن هو هذا الباحث الذي منح السَعادة والحياة إلى آلاف الأزواج الذين كانوا يعيشون في أحضان الإشتياق والتمنَي وعالم مليء بالحزن والحرمان ؟
ولد الباحث “روبيرت إدوارد ” سنة 1925 ودرس البيولوجيا في بلاد الغال ثم في أدنبرة باسكتلندا بعد الحرب العالمية الثانية، وقد ألَف أطرحة حول التَطوَر الجيني للفئران ، ثمَ أجرى دراسات عن الإخصاب سنة 1955 ، وبعدها إلتحق للعمل بمختبر في كامبردج وكان ذلك سنة 1963، وبعد خمس سنوات، إنطلقت فكرة تخصيب الأجنة في المختبر ، التي ظهرت بوادرها سنة1978 في كامبريدج مع أول مركز للتلقيح الاصطناعي في العالم رفقة البروفيسور ستبتو وذلك بمصحة “بورن هول “حيث قاما بمجموعة كبيرة من عمليات التلقيح الإصطناعي وذلك حسب معلومات صادرة عن وكالة فرنس بريس العالميَة .
خصائص تقنية طفل الأنبوب
أساس عمليَة طفل الأنبوب هو تخصيب بويضة ناضجة بالحيوان المنوي في المختبر ثمَ إعادة زرعها داخل رحم المرأة وفي حالة نجاح العمليَة يبدأ الجنين بالنَمو بصفة طبيعيَة.
كثيرون إعتبروا البروفيسور “إدوارد ” مجنون ” وأنَ فكرته لا يمكن أن تحقق على أرض الواقع إلى درجة أنَ العديد من الأشخاص عزفوا عن المجازفة وخوض هذه التَجربة ، في حين إعتقد البعض الآخر أنَه حتَى وإن نجحت هذه التَقنية في تحقيق الحمل فإنَ الطفل لن يولد سليما وسيكون مولودا غير طبيعيا …وغيرها من الأقوال التي لم تحبط عزيمة البروفسير إدوارد الذي واصل بحوثه ومحاولاته التي كللت بالنَجاح سنة 1978 مع ولادة لويس براون، التي تعتبر البروفسير إدوارد جدَها هو بدوره علَق عن هذه التَجربة قائلا “لن أنسى أبدا اليوم الذي نظرت فيه إلى المجهر ورأيت شيئا غريبا ،فنظرت مرة أخرى فرأيت كيس جنين إنساني ينظر إلي” ، عندها علمت أننا فعلنا ذلك “، روبرت إدوارد، هو نفسه أب لخمس بنات وجد لعدة مرات ورغم ما حقَقه من نجاحات علمية وطبيَة أدخلته التاريخ يرى أنَ اعظم إنجاز في الحياة هو إنجاب الأطفال .
توفي البروفيسور إدوارد سنة 2013 في لندن عن عمر يناهز ال 87 عاما، أي 35 عاما بعد ولادة أول طفل أنبوب في العالم وذلك بعد صراع مع المرض، وكان باحثنا المميَز قد تحصَل على جائزة نوبل سنة2010 ، وهو يصنف في قائمة العلماء الذين سيخلَدهم التَاريخ لما أضافوه إلى الإنسانيَة بفضل علومهم وجهودهم وعقولهم الذكيَة ، وفي هذا الصدد يقول بيتر برود، أستاذ أمراض النساء والتوليد في كلية كينجز بلندن، وذلك في بيان صدر عن مسيرة إنجازات البروفيسور إدوارد مخترع تقنية طفل الأنبوب “قليلون من علماء الأحياء كان لهم مثل هذا التأثير على البشريَة” و روبرت إدواردز كان واحدا منهم فهذا الرجل “غير حياة الملايين من الناس”.